حكم من تاب بعد ارتكابه الذنوب، وما يلزمه بعد ذلك؟
- فتاوى
- 2021-12-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2235) من المرسل ح. م. س من السودان، يقول: ارتكبت كثيراً من الكبائر والذنوب، ثم تبت إلى الله، فما الذي يلزمني غير هذه، وهل توبتي مقبولة؟
الجواب:
الإنسان قد يفعل ما حرم الله جل وعلا، وقد يترك ما أوجب الله جل وعلا، وقد يحصل عند الإنسان يقظة بتوفيق من الله جل وعلا فينتبه إلى نفسه ويعود إلى رشده، فيتوب إلى الله جل وعلا.
فعلى هذا الأساس إذا تاب الإنسان مما حصل منه، وكانت التوبة صادقةً، توفرت فيها شروطها إذا كانت من حقوق الله، وشروطها إذا كانت من حقوق الآدميين، فإن الله -سبحانه وتعالى- كريم.
فأما شروط الله التوبة من حقوق الله جل وعلا، فهي: أن يندم على فعله، وأن يقلع منه، وأن يعزم على ألا يعود إليه مستقبلاً.
وأما الشروط التي من حقوق الآدميين فإنها هذه الثلاثة، ويضاف إليها شرط رابع وهو: أن الشخص إذا كان قد استباح عرضاً لأدميٍ مثلاً غيبةً أو نميمة أو ما إلى ذلك، فإنه يستبيحه إن أمكنه ذلك وإلا فإنه يدعو له، وإذا كان الحق للآدمي مالياً كالغصب فإنه يُعيد المال إلى صاحبه إن كان صاحبه موجوداً، أو إلى ورثته إن كان ميتاً، وإن تعذر عليه معرفة صاحبه مطلقاً أو معرفة ورثته، فإنه يتصدق به على نية أنه من صاحبه،وفي هذا المجال يقول الله جل وعلا: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1]، وقد أجمع المفسرون على أن هذه الآية في التائبين، وجاءت آياتٌ كثيرة ترغب في التوبة وتأمر بها، وعلى الإنسان أن ينتبه لنفسه دائماً؛لأنه لا بد أن يحصل منه خللٌ سواءٌ كان هذا الخلل في باب ما نهاه الله عنه، أو كان هذا الخلل في باب ما أوجب الله على العبد، فقد يفعل الشخص ما حرم الله عليه، وقد يترك ما أوجب الله عليه، ولكن إذا حصل منه شيءٌ من ذلك فعليه أن يُسارع إلى التوبة والاستغفار والندم على ما فعل على ما سبق تفصيله من الشروط إذا كان في حقٍ لله، أو كان في حقٍ لآدميٍ. وعلى السائل أن يشكر نعمة الله جل وعلا حيث رزقه هذه اليقظة مادام في هذه الحياة، وبالله التوفيق.