إذا ذُكر شخص غير حاضر، يقول بعضهم: فلان الله يذكره بالخير، هل هذه العبارة جائزة؟
- فتاوى
- 2022-01-29
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9649) من المرسل م. هـ من المدينة، يقول: بعض الزملاء يكونون في مجلس ثم يذكرون صديقاً لهم غير حاضر، فيقول بعضهم: فلان الله يذكره بالخير، هل هذه العبارة جائزة؟
الجواب:
كان الرسول ﷺ جالساً ومُر بجنازة فذكروها بسوءٍ فقال: « وجبت، ثم مُر بجنازةٍ أخرى فذكروها فقال: وجبت، فسألوه عن الأولى فقال: وجبت لها النار، وسألوه عن الثانية التي ذكروها بخير فقال: وجبت لها الجنة، أنتم شهداء الله في أرضه »[1]، فهذا من الذكر الحسن لهذا الشخص الذي لم يحضر هذا المجلس، وليس في استعمال هذه الكلمة محذور شرعي إذا كان كلامه صحيحاً؛ لأنه قد يقول: الله يذكره بخير وهو من أسوأ عباد الله؛ لكن تجمعه معه الصداقة؛ لأن فيه صداقة سوء، وفيه صداقة شرعية، ولهذا الرسول ﷺ قال: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل »، وضرب الرسول ﷺ مثلاً للجليس الصالح والجليس السوء ببائع المسك ونافخ الكير، فبائع المسك مثلٌ للجليس الصالح، قال:« إما أن يحذيك، وإما أن تجد منه رائحةً طيبة »، والثاني الجليس السوء جعل مثله نافخ الكير قال: « إما أن يحرق ثوبك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة ».
أنا غرضي أن هذا الثناء إذا كان وارداً على محلٍ مستحقٍ له فليس فيه محذور شرعي؛ أما إذا كان وارداً على شخصٍ ليس محلاً له فلا يجوز للشخص أن يقول ذلك؛ ولكن بإمكانه الدعاء له. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز،باب ثناء الناس على الميت(2/97)، رقم (1367)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب فيمن يثنى عليه خير أو شر من الموتى (2/655)، رقم(949).