Loader
منذ 3 سنوات

حكم من تاب من معصية ثم عاد إليها وأراد التوبة بعد ذلك


  • فتاوى
  • 2021-09-02
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1169) من المرسل ن.م.ع من أبها النماص الجنوبية، يقول: ما حكم من تاب من معصيةٍ ثم عاد إليها، هل يكون له توبة بعد أن تاب ثم عاد؟ فالبعض من الناس يقولون إن باب التوبة مفتوح حتى تقوم الساعة، والبعض الآخر يقولون إن من عمل معصية، فتاب ثم عاد إلى المعصية التي تاب منها، فلا توبة له؟

الجواب:

التوبة إن كانت من حقوق الله، فلها ثلاثة شروط: 1- الإقلاع عن الذنب 2- والندم على فعله، 3- والعزم على ألَّا يعود إليه.

وإن كانت من حقوق الخلق، فهذه الشروط الثلاثة، ومعها شرط رابع، وهو -رد الحق إلى مستحقه إن أمكن، وإن لم يُمكن فإنه يستبيحه، وهذا السائل إذا كان قد صدق مع ربه في توبته، فإن التوبة تجبُّ ما قبلها، وإذا لم يصدق مع ربه، بمعنى أنه لم يقلع عن الذنب، بل تاب بلسانه، وقلبه منعقد على أنه سيُزاول هذه المعصية فيما بعد، فهذا الشخص قد اختلَّ عنده شرطٌ من شروط التوبة، وبهذا لا تكون التوبة صحيحة، ولا تكون رافعة للذنب السابق، أما إذا كانت التوبة صحيحة فإنها تجبُّ ما قبلها، والذنب الذي جاء فيما بعد هذا يحتاج إلى توبة أخرى.

والذي ينبغي أن يُنبَه له السائل هو: أنه يجب عليه أن يرجع إلى نفسه، وأن يصدق مع ربه في توبته حتى يوفقه الله جلَّ وعلا مستقبلاً للأعمال الصالحة يفعلها، ويوفقه أيضًا لترك المعاصي، فإن الله جلَّ وعلا قال:"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا"[1]، وقال تعالى:"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا"[2]. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (5) من سورة الطلاق.

[2] من الآية (2) من سورة الطلاق.