الفتوى رقم (7157) من المرسلة م.ك.أ. من المدينة، تقول: أحاول بنفسي أن أداوم على صلاة قيام الليل، لكن لا أنام إلا وقد أوترت بعد العشاء، أخشى ألا أستيقظ فيفوتني الوتر. سؤالي: إن كنت قد أوترت قبل النوم واستيقظت على قيام الليل فهل أوتر بعد القيام مرةً أخرى؟ أم ماذا أفعل؟

الجواب:

        الناس تختلف أحوالهم ؛ فمنهم من يستطيع القيام آخر الليل؛ لأن وضعه يساعده على ذلك، ومنهم من لا يستطيع أن يقوم آخر الليل، فكل شخصٍ من ناحية الصلاة ومن ناحية الوتر يكون على حسب استطاعته، فمن كان يتمكن من القيام آخر الليل فإنه إذا قام يُصلي ما تيسر له ثم بعد ذلك يوتر بركعة، وإذا كانت ظروفه لا تمكنه من القيام آخر الليل فإنه يصلي بعد صلاة العشاء وراتبتها يصلي ما تيسر له ثم بعد ذلك يوتر بركعة.

        وإذا كانت صلاة العشاء مجموعةً مع صلاة المغرب فله أن يصلي ما شاء بعد الانتهاء من هذه الصلاة المجموعة إذا كان مقيماً؛ يعني: يأتي بالراتبة وبعد ذلك يصلي ما تيسر له ثم بعد ذلك يوتر بركعة، وإذا حصل عليه غلبة نومٍ حتى طلع عليه الفجر فإنه يصلي ضحىً ما كان يصليه في الليل ويوتر؛ لكن يكون وتره ركعتين وليس ركعة.

        أما من صلى أول الليل وأوتر ثم بعد ذلك تيسر له القيام آخر الليل فإنه يصلي ما شاء؛ ولكنه لا يوتر لنهي النبي ﷺ عن تكرار الوتر.

        ومما يحسن التنبيه عليه أن الرسول ﷺ حافظ على الوتر سفراً وحضراً؛ كما واظب على راتبة الفجر، فراتبة الفجر وكذلك الوتر ما تركهما الرسول ﷺ في حضرٍ ولا في سفر. وبالله التوفيق.