Loader
منذ سنتين

أم لستة أطفال، حدث لهم حريق في خيمة في البر وهم نيام، ولم يستيقظوا إلا بعد صراخ بعضهم الذين توفوا في الحريق جمعياً، وبقي الأم والرضيع هل عليها ذنب تجاه من توفي؟ وهل هم شهداء؟


الفتوى رقم (9226) من المرسلة أ. س من شمال المملكة، تقول: أنا أم لستة أطفال، حدث لنا حريق في خيمة في البر أثناء الليل ونحن نائمين، وأنا كنت معهم في الخيمة، ولم أستيقظ من الحريق إلا بعد صراخ أبنائي الخمسة الذين توفوا في الحريق جمعياً، تتراوح أعمارهم بين الخمسة عشر عاماً وهذه أكبرهم وبين ثلاث سنوات، قمت من النوم مفزوعة وخرجت من الخيمة مفزوعة أنا وطفلي الرضيع الذي كان في يدي على أن أخرج و أعود مرة ثانية لأنقذ أبنائي الخمسة الباقين في الخيمة التي تحترق، وبعد ذلك لم أدري بنفسي إلا وقد أغمي علي حسب ما قاله لي أهل زوجي الذين رأوني بعد ذلك مغمى عليّ بجانب الخيمة التي تحترق، علماً بأن جسمي كله قد أصيب بحروق من الدرجة الثانية والثالثة، وطفلي الرضيع في يده حرق بسيط، أسألكم جزاكم الله خيراً هل عليّ ذنب تجاه أبنائي الذين توفوا؟ وهل هم شهداء؟

الجواب:

        هذه السائلة لم تذكر السبب الذي نشأ عنه الحريق ولم تذكر المتسبب؛ لكن إذا لم تكن متسببة في الحريق فليس عليها شيء؛ لقول الله -جلّ وعلا- :{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[1]، وكذلك قوله -جلّ وعلا- وهي أبلغ آية في كتاب الله في نفي الحرج: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ}[2]، وإذا كان ذلك كذلك فليس عليها شيء؛ أما إذا كانت متسببة فمن قواعد الشريعة ترتيب المسببات على أسبابها.

        أما بالنظر إلى الشهادة فالشخص عندما يصاب بحريق أو بغرق إلى غير ذلك فهم من الشهداء؛ لكن ليست كشهادة المقاتل في سبيل الله. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (16) من سورة التغابن.

[2] من الآية (6) من سورة المائدة.