السلفية هل هي حزب من الأحزاب؟
- الفِرق
- 2022-03-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12029) من مرسل من دولة أفريقية، يقول: السلفية هل هي حزب من الأحزاب؟ هل تنسب لشخص؟ وهل يجوز أن يقول المسلم: أنا مسلم متبع للقرآن والسنة والصحابة، أم يقول: أنا سلفي؟
الجواب:
ثبت عن الرسول ﷺ أنه ذكر افتراق اليهود وافتراق النصارى، وذكر أن هذه الأمة « ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ».
وبناء على ذلك: فأهل السنة والجماعة هم أصحاب رسول الله ﷺ والتابعون لهم وأتباع التابعين، وهكذا كل فرد في أي بقعة من بقاع الأرض ثبتت له هذه الصفة، وأنه يكون على ما كان عليه الرسول ﷺ وأصحابه من جهة العمل، ومن جهة العلم، ومن جهة الدعوة إليه؛ كلٌّ بحسب استطاعته فإنه يكون من أهل السنة والجماعة.
أما بالنظر إلى اقتراح بعض الأشخاص مسمى جماعة، فإذا نظرنا إلى ذلك وجدنا كثيراً من الجماعات، وأغراض هؤلاء الأشخاص الذين يؤسسون هذه الجماعات وينقادون إلى هذا الشخص المؤسس تكون أغراضهم مختلفة، فمنهم من يكون غرضه المال، ومنهم من يكون غرضه شهوة الفرج.
فقد سألني سائل عن رئيس جماعة في بلد ما، فقال: لا يسمح لنا شيخنا بالحج إلا بعد ما نقدم له خُمْس مالنا لهذا الشيخ. وبعد الرجوع من الحج لا يسمح لنا بدخول بيته إلا بعد أن نقدم له كبشاً من الغنم. وهذه الطريقة التي يسلكها هذا الشخص من جهة فرض خمس المال على الشخص عندما يريد الحج، وإذا لم يقدم خمس المال فإنه يمنعه من الحج؛ هذا ما أنزل الله به من سلطان!
وكثير من رؤساء الجماعات يسلكون هذا المسلك. وما ذكرته من جهة التمثيل.
وأما من الجهة الثانية وهي شهوة الفرج، فإن شخصاً يرأس جماعة في بلد ما وقد تزوج خمساً وخمسين امرأة، ولما نصح كيف تتزوج خمساً وخمسين -كلها في عصمته في وقت واحد- والله لم يشرع إلا أربعاً؟ قال: أربع زوجات، والباقي هدايا من أولياء أمورهن!
وبناء على ذلك: لا يغتر الشخص بهذه الجماعات ولا بهذه المسميات؛ وإنما ينظر إلى حقيقة المنهج الذي يسلكه هؤلاء، فإذا كان مطابقاً لمنهج الرسول ﷺ وأصحابه والتابعين وأتباع التابعين فحينئذ التسمية لا عبرة لها.
أما إذا كانت التسمية لها غرض مالي، أو غرض شهواني، أو غرض سياسي؛ لأن بعض الناس قد يكونون جماعات، وتكون هذه الجماعات ضد الدولة ويشتغلون في الخفاء من جهة، ويشتغلون في الظاهر من جهة أخرى وشغلهم في الظاهر هذا يغطون به الأمور السرية التي يعملونها؛ فالمفروض أن الشخص يكون واضحاً في أمور دينه.
وبناء على ذلك كله: فالشخص يجب أن يبحث عن هدي الرسول ﷺ وعن هدي خلفائه وهدي الصحابة ويتمسك به، لقوله ﷺ: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ». وبالله التوفيق.