هل طاعة الوالدين واجبة في كل شيء غير معصية الله؟
- فتاوى
- 2022-03-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11947) من المرسل السابق، يقول: هل طاعة الوالدين واجبة في كل شيء غير معصية الله؛ بمعنى: هناك أمور من أمور الدنيا يكون الواحد أعرف من والديه بها كالتجارة التي نحن نعلم بها، فهل تلزم طاعة الوالد والوالدة في شؤون التجارة الخاص بنا؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- كوّن بني آدم. وكل شخص كوّنه على هيئة معينة، ولهذا يقول -جل وعلا-: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ}[1]، وهذه الرفعة عامة؛ سواء كانت في الأموال، أو كانت في الصفات، أو غير ذلك من جميع الأمور التي يُمكن أن يتصف بها الإنسان. ويقول -جل وعلا- في موضع آخر {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}[2]، ويقول النبي ﷺ: « إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم »، فكل شخص يكون على مستوى معين من ناحية العقل ومن ناحية التفكير؛ هذا من جانب. ومن جانب آخر من ناحية الحظوظ لأن الله -سبحانه وتعالى- قال: « إن من عبادي من لا يصلح له إلا الغنى ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه، وإن من عبادي من لا يصلح له إلا الفقر ولو أغنيته لأفسدت عليه دينه »[3]، وهذا داخل في عموم الآية {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[4].
وبناء على ذلك كله فلا ينبغي لشخص أن يعترض على شخص يكون هذا الشخص المُعترض عليه أتقن وأحسن للقيام بالعمل الذي يُريد أن يقوم به. وبالله التوفيق.