Loader
منذ 3 سنوات

حكم مساعدة الابن لأمه التاركة للصلاة


  • فتاوى
  • 2021-09-24
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1810) من المرسل السابق، يقول: زميلٌ لي له والدةٌ كبيرةٌ في السن وهي لا تصلي، وكلما نصحها، تبكي وتتباكى، ويخاف أن يقع في العقوق، وهو يساعدها ببعض المال شهرياً، فهل يبقى على مساعدتها حتى لو أصرّت على ترك الصلاة؟

الجواب:

الإحسان مأمور به، والأمر به جاء في القرآن على وجوهٍ مختلفة، وجاء -أيضاً- لأشخاصٍ معينين؛ فجاء عاماً، وجاء تخصيص بعض الأفراد، فمما جاء في القرآن قوله تعالى:"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ"[1]، فيأمر بالعدل والإحسان؛ الإحسان الواجب، والإحسان المندوب، ويأمر بالإحسان على جميع الأشخاص من الذكور ومن الإناث، من الأحرار ومن العبيد، من الصغار ومن الكبار، من الكفار ومن المسلمين؛ كلٌّ بحسب ما ينطبق عليه الأمر الشرعي.

وجاء تخصيص الوالدين في قوله تعالى:"وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا"[2].

ومن المصاحبة في المعروف: الإحسان إليهما بالمال؛ لأن هذا من المعروف. وكون الأم لا تصلي هذا لا يمنع من إعطائها شيئاً من المال؛ لأن إثم ترك صلاتها عليها، ولك أجر ما تدفعه لها من المال، وقد يكون ما تدفعه لها من المال سبباً من أسباب رجوعها إلى رشدها وكونها تصلي. وأنصحك بأن تحرص بقدر ما تستطيع بنفسك، وكذلك تستعين بالأشخاص الذين قد يكون لهم أثر عليها؛ وبخاصةٍ إذا كان لها إخوان، أو كان لها أخوات ينصحونها ويكثرون عليها؛ لعلها ترجع إلى رشدها تصلي فيتوفاها الله -جلّ وعلا- وهي على ملة الإسلام. أعانك الله وسدّد خطاك. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (90) من سورة النحل.

[2] من الآية (15) من سورة لقمان.