Loader
منذ 3 سنوات

حكم إقامة البدع في العزاء


  • الجنائز
  • 2021-06-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (470) من المرسل: ر-ع-ح من السودان يقول: نحن جماعة وننكر على أهل البدع والخرافات، وعندنا إذا مات الشخص فإن أهل الميت يفرشون حداداً عليه، ويأتيهم الناس للتعزية من مسافات بعيدة لمدة ثلاثة أيام أو أكثر، ونحن الجماعة إذا كانت الجنازة على المقابر نحضر ونقول لأهل الميت: أحسن الله عزاءكم، وغفر الله لميتكم. وهم لا يرضون منا؛ لأننا لم نرفع أيدينا ونقول لهم الفاتحة، ونحن نصر على عدم رفع الأيدي حتى لا نقرهم بذلك، فإذا كنا لا نحضر وهم جيراننا أو لنا بهم صلة؛ فهل أترك مكان هذه البدعة ولا أذهب إليهم. أم أذهب وأؤدي العزاء المشروع؟

الجواب:

أولاً: السنة الثابتة عن الرسول مشروعية تعزية المصاب فيأتي إليه ويدعو له، ويدعو للميت بالدعاء الثابت عن الرسول [1].

 ثانياً: إن البدع التي يفعلها بعض الناس إذا مات عندهم ميت من جهة إقامة العزاء، هذا لا يجوز؛ لأن الرسول  لم يقم عزاء لمن مات من الصحابة في عهده، والخلفاء لم يقيموا عزاء للرسول ، وهكذا بالنسبة لبعضهم مع بعض، وهكذا الصحابة رضي الله عنهم، وقد ثبت عن الرسول أنه قال: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » وفي رواية: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ».

ثالثاً: بالنسبة لقراءة الفاتحة ورفع الأيدي في هذه الحالة هذا -أيضاً- لا يجوز؛ لعدم وروده عن الرسول .

رابعاً: حضورك إلى هذا المحل وتعزيتك وإنكارك عليهم البدع التي يزاولونها هذا أصلح بالنسبة لك وبالنسبة لهم؛ أما بالنسبة لك فإنك أديت السنة من ناحية تعزيتهم التعزية الشرعية، ولك أجر من الله على إنكار البدع التي يزاولونها، وفيه مصلحة لهم من أجل أن يتبين لهم الحق لعل الله أن يهديهم على يديك، وإذا بيّنت لهم أن هذه الأمور لا تجوز وأصروا على العمل بها؛ فإنهم يأثمون على ذلك. وكونهم لا ينتفعون من بيانك أن هذه الأمور من البدع هذا لا ينبغي أن يؤثر عليك فيمنعك من المجيء إليهم؛ لأن الله قال: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ"[2]، فهداية الدلالة والإرشاد أنت قمت بها، وهي بيان أن هذا من الأمور المبتدعة؛ أما هداية التوفيق والإلهام وهي أنهم يقبلون بهذا الأمر فهذا ليس إليك؛ بل هو إلى الله وليس عليك في ذلك شيء، وقد يقع في نفسك أن تقول: هؤلاء مبتدعة وأنا أعمل بالسنة، فكيف أخالطهم، فقد ورد عن الرسول أنه قال: « المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ».

وبناء على ما سبق: فإنك تحضر وتبيّن لهم السنة، وتحذرهم من البدعة. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب اجنائز، باب قول النبي ﷺ: « يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه » (2/79)، رقم(1284)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت(2/635)، رقم(923).

[2] من الآية (56) من سورة القصص.