حكم محاسبة النفس بعد فعل المعاصي
- فتاوى
- 2021-12-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2285) من بعض الفتيات من ليبيا، تقول السائلة: أنا فتاة مؤمنة؛ ولكن في بعض الأحيان أرتكب أخطاء، وبعد العودة إلى المنزل أحاسب نفسي عليها، مثل هذا الأخطاء: أن أتكلم مع أبناء أحد الجيران، أو نحو ذلك، وإنني كثيرة الحساب لنفسي، فهل يعتبر هذا من الإيمان؟
الجواب:
من اليقظة عند الشخص، سواءٌ كان ذكراً أو كان أنثى، أن يحاسب نفسه من جهتين:
الجهة الأولى: من ناحية ما يفعله من الأمور المشروعة.
والجهة الثانية: ما يفعله من الأمور الممنوعة؛ وكذلك من جهة ما يتركه من الأمور المشروعة، وما يفعله من الأمور الممنوعة. ففيه فعلٌ للمنهي عنه وتركه، وفيه فعلٌ للمأمور وتركه. وهذان الأمران قد يكونان فيما يتعلق بين العبد وربه، أو بين العبد ونفسه، أو بين العبد وبين الناس. والشخص الذي يستمر على العودة إلى الماضي ويحاسب نفسه، فإن رأى أنه وقع في أمر محذور، وسارع إلى التوبة والاستغفار، فإن ارتكب شيئاً محرماً تاب إلى الله، وأناب إليه، واستغفره. وإن كان يتعلق بحق مخلوقٍ فإن كان مالياً أعاده إليه، وإن كان غيره فإنه يستبيحه. وإذا كان في ترك شيءٍ من الواجبات فإنه يتداركه؛ يعني: إنه يأتي به، وبهذه الطريقة يستطيع أن يقف على مواطن النقص، وعلى مواطن الكمال، فمواطن النقص يتجنبها، ومواطن الكمال يبقى عليها، ويحرص -أيضاً- على زيادتها. وعمر -رضي الله عنه- يقول: « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل توزنوا »[1]. وبالله التوفيق.