ما واجب كل فرد تجاه الأمة الإسلامية في الدعوة إلى الله -عزوجل-؟
- الأمر
- 2022-02-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10709) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: نأمل منكم توضيح ما واجب كل فرد تجاه الأمة الإسلامية في الدعوة إلى الله -عزوجل-.
الجواب:
من المعلوم أن خطاب الرسول ﷺ لفردٍ من أفراد الأمة هو خطابٌ لجميع الأمة إلى أن تقوم الساعة، وخطابٌ للإنس وخطابٌ للجن. ويقول الرسول ﷺ: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والعبد راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته؛ ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ».
فهذا الحديث يقرر أصلاً من أصول هذه الشريعة وهو أن كل شخصٍ قيادي في جميع أنحاء الأرض -بصرف النظر عن نوع الدولة أو نوع الحاكم- هو مسؤول عنه وداخل في عموم هذا الحديث؛ لأن هذا على سبيل التمثيل، ولهذا نوّاب الحكام الذين يُنيبونهم عنهم -سواءٌ كانت نيابة، أو وزارة، أو إدارة، أو ما إلى ذلك- كلّ شخصٍ مسؤول، ولهذا صعد بعض الخلفاء جبل عرفة يوم عرفة بعد صلاة العصر ونظر إلى الناس الواقفين في عرفة فتعجب من كثرتهم فقال له بعض الناصحين من بطانته: يا أمير المؤمنين، أنت أكثر منهم. فقال: كيف ذلك؟ قال: كل واحدٍ منهم مسؤول عن نفسه، وأنت مسؤول عن نفسك وعن كل واحدٍ منهم.
فلا شك أن كل شخصٍ على ثغرٍ كما قال ﷺ: « ما منكم من أحدٍ إلا وهو على ثغرٍ من ثغور الإسلام فالله الله أن يؤتى الإسلام من جهته ». لكن المشكلة التي تحول دون تحقيق هذا الأمر هي عدم التعلم من جهة، وعدم العمل بالعلم من جهةٍ أخرى، أو حصول التقليد الأعمى في بعض الجهات، أو منع من يعلم النًاس الخير في بعض الجهات.
لكن ليعلم كل شخصٍ أن الله -سبحانه وتعالى- وكّل به ملائكة أربعة: اثنين من صلاة الفجر إلى صلاة العصر، واثنين من صلاة العصر إلى صلاة الفجر، الذي على يمينه يكتب الحسنات، والذي على يساره يكتب السيئات: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[1]، {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}[2]، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[3]. والموفق هو الذي يقف ويحدد ماله وما عليه؛ فيؤدي الذي عليه ويأخذ الحق الذي له. وبالله التوفيق.