Loader
منذ 3 سنوات

كيفية السلامة من الغيبة


  • فتاوى
  • 2021-09-24
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1822) من المرسل السابق، يقول: كيف نسلم من موضوع الغيبة؟

الجواب:

 لا شك أن الغيبة محرمة، والسائل يعلم أنها محرمة؛ ولكن يسأل عن الطريق الذي يسلكه من أجل اجتنابها.

        مجالس الناس مختلفة، فيه مجالس يعتني أصحابها بتلاوة القرآن وما يتصل به، ومنها مجالس يعتني أصحابها بسنة الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- وبكلام أهل العلم، وفيه مجالس يعتني أصحابها بأدب اللغة من شعرٍ ومن نثرٍ وغير ذلك؛ فالناس أنواع، وكلّ مجلسٍ من المجالس له أصحاب، وهؤلاء الأصحاب لهم جوٌ يلتقون عليه. وفيه أناس يجتمعون على ما حرّم الله، وما حرّم الله أمورٌ كثيرةٌ جداً، وقد يجتمعون على شرب الخمر، وقد يجتمعون على فعل محرم ماً، ومن ذلك: يجتمعون على الغيبة وعلى النميمة.

       فالطريق الذي يسلكه الشخص هو أن يعرف الأشخاص الذين يرتبط بهم، ويعرف -أيضاً- الطريق الذي يسلكونه عندما يجلسون، فإذا كانوا يشتغلون بما يرضي الله -جلّ وعلا- من الأقوال ومن الأفعال ومن المقاصد في مجلسهم؛ فعليه أن يحرص عليهم، وأن يمسك بهم؛ لأن هؤلاء جلساء خير، وقد ضرب النبي ﷺ لهؤلاء مثلاً فقال: « مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك؛ إما أن يحذيك، وإما أن تجد منه رائحةً طيبة، وإما أن تشتري منه »: إما أن يحذيك يُهدي إليك، وإما أن تجد منه رائحةً طيبة، وإما أن تشتري منه؛ فهؤلاء الجلساء الذين من هذا النوع لا شك أنك ستخرج منهم بفائدة.

أما إذا كان الأشخاص الذين ترتبط بهم عندما يجلسون يصدر منهم من الأقوال ما يسوؤك، أو يصدر منهم من الأفعال ما يسوؤك، أو يصدر منهم من المقاصد ما يسوء؛ فيجب عليك أن تتجنب هذا المجلس؛ لأن هؤلاء جلساء سوءٍ، وقد وصفهم النبي ﷺ بنافخ الكير، ونافخ الكير إما أن يحرق ثوبك، وإما أن تجد منه رائحةً كريهة.

 فعلى الشخص أن يميّز بين من يقترن به من الناس فالمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل، أو كما قال ﷺ وبهذه الطريقة يستطيع الشخص أن يعوّد نفسه على الخير، وعلى مجالسة أهل الخير؛ وكذلك يعوّد نفسه على الابتعاد عن الشر وعن أهله. وبالله التوفيق.