Loader
منذ سنتين

حكم قول عملت جهدي ومع الله وُفقت، أو تعالجت من المرض ومع الله شُفيت


الفتوى رقم (2343) من المرسل السابق، يقول: بعض الناس يقول ألفاظاً لا نعلم هل هي موافقة للشرع؛ مثل أن يقول: عملت جهدي ومع الله وُفقت، أو تعالجت من المرض ومع الله شفيت، فما حكم هذا القول؟

الجواب:

على كلّ حال مثل الألفاظ هذه ليس فيها شيء؛ لأن الإنسان مأمور بفعل الأسباب، والناس مع الأسباب على ثلاثة أصناف:

 الصنف الأول: من يُلغي الأسباب نهائياً ولا يأخذ بها.

 والصنف الثاني: من يعتمد عليها اعتماداً كلياً.

فالأول فيه قدح في العقل، والثاني فيه قدح في التوحيد.

والصنف الثالث: من يفعل الأسباب، ويفوِّض ترتيب مسبباتها على الله -جلَّ وعلا-، فإذا كان الله قد كتب الشفاء -مثلاً- للمريض رتّب المسببات على الأسباب؛ يعني: رتّب النتائج على الأسباب، وإذا كان الله لم يُرِد شفاء هذا المرض، فإذا فعل الإنسان السبب يكون قد فعل ما عليه، والأمر الذي من جهة الله -جلّ وعلا- هذا ليس للمكلّف فيه دخل، ولا ينبغي له أن يدخل في هذا المجال، وهذه الكلمة التي ذكرها السائل  تدل على أنه باشر الأسباب، وأن الله -سبحانه - لطف به، ورتّب المسبَّبَات على هذه الأسباب، وهذا هو كمال التوحيد؛ يعني: كون الشخص يأخذ بالأسباب، ويفوِّض ترتيب المُسبَّبَات عليها، هذا هو التوحيد. أما ترك الأسباب مطلقاً، فهو قدح في العقل، وأما الاعتماد عليها مطلقاً، فهذا قدح في التوحيد. وبالله التوفيق.