والدتها تصلي بعض الفروض قضاءً؛ كالعصر والظهر، وتنصحها ولا تستمع وتقول: إن لله غفور رحيم. وتغضب البنت منها، هل هذا عقوق؟
- الصلاة
- 2021-07-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5694) من المرسلة السابقة، تقول: والدتي في بعض الأحيان تصلي بعض الفروض قضاءً كالعصر والظهر، وأقوم بنصحها وأوضح لها أهمية صلاة العصر خاصة؛ ولكنها لا تسمع وتقول: إن الله غفور رحيم. فإني في هذه الحالة أغضب عليها، هل أكون في باب من أبواب العقوق والحال ما ذُكر؟
الجواب:
إذا وجد من أفراد الأسرة شخص يقترف معصيةً من المعاصي كفعل محرمٍ أو ترك واجبٍ، وكان في الأسرة من يكون مستقيماً، فإن هذا المستقيم بمنزلة الطبيب مع المريض، فالشخص المنحرف مريض مرضاً دينياً والمستقيم طبيب، وفي إمكانه أن يعالجه بالطرق التي يرى أنها ممكنة.
والطرق التي تُسلك لتبصير الناس سواءٌ كان هذا التبصير لفعل مأمورٍ، أو كان هذا التبصير لترك أمرٍ من الأمور المنهي عنها على وجه التحريم، فهذا من باب هداية الدلالة والإرشاد، وفي هذا يقول الله -جلّ وعلا- لنبيه محمد ﷺ "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"[1].
وهكذا ما جاء بالنسبة للهداية من القرآن فهي هداية دلالة وإرشاد، أما بالنظر لهداية التوفيق والإلهام فإن هذه من اختصاص الله -جلّ وعلا-، وفي هذا يقول الله -جلّ وعلا-: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ"[2] فقوله: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ يعني هداية التوفيق والإلهام؛ لأنها ليست من اختصاصك. وقوله: وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ يعني هداية التوفيق والإلهام؛ لأنها بيده -جلّ وعلا-.
وبناءً على ذلك فإن الشخص عندما يستعمل وسائل هداية الدلالة والإرشاد، ويكون الشخص الذي يُدعى بهذه الوسائل لا يقبل هذه الدعوة، فعلى الداعي أن يستمر معه، وعليه -أيضاً- أن يدعو الله -جلّ وعلا- بأن يمنحه هداية التوفيق والإلهام، وعندما يحصل منه إصرارٌ واستمرار فإن الداعي قد بذل ما في وسعه، ولا ينبغي أن يغضب، ولا ينبغي أن يتضجر؛ لكن عليه أن يدعو الله -جلّ وعلا-. وبالله التوفيق.