Loader
منذ سنتين

حكم شخص ترك الصيام لفترة بسبب الرفقة السيئة


  • فتاوى
  • 2021-12-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3767) من المرسل ط. س. م، ط من الرياض، يقول: أرسل إليكم برسالتي هذه، وأسأل عن موضوعٍ كثيراً ما شغلني، وهو أنني كنت فيما مضي من سنين قد تعرفت على بعض الأشخاص المنحرفين، ومشيت معهم، وارتكبت معاصي، وتركت الصيام في عددٍ من السنين، ولكن تبت الآن والحمد لله على ذلك، وأسأل: ماذا يجب عليّ بالنسبة للسنوات التي لم أصم فيها؟ هل يجب عليّ القضاء أم تكفي التوبة، ولا سيما وأنني لا أعلم عدد تلك الشهور؟

الجواب:

إذا كان هذا السائل لا يصلي فإنه كافرٌ، وبناءً على ذلك فليس عليه قضاء الصيام بعدما رجع إلى الله -جلّ وعلا-، وإنما عليه التوبة؛ لأن التوبة تجِبّ ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتوبة مشروعةٌ من جميع الذنوب، يقول الله -جلّ وعلا-: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1]، وهذا من فضل الله ورحمته وإحسانه بعباده، فعباده يفعلون المعاصي، وهو يفتح باب التوبة لهم، فهذا الشخص عليه أن يشكر الله -جلّ وعلا- على نعمه، حيث وفقه وهداه إلى الصراط المستقيم، وعليه أن يحرص على أداء الفرائض، وأن يفعل من النوافل ما استطاع؛ سواءٌ كانت نوافل من جهة الصلاة، أو الصيام، أو الزكاة، أو الصدقة، ويسأل ربه التوبة عما مضى من ذنوبه. وبالله التوفيق.

المذيع: لعلها مناسبة فضيلة الشيخ عبد الله أن تتفضلوا بالحديث عن تأثير الرفقة، وما يجب على الإنسان أن يختار من الناس الذين يكون له جلسات معهم.

الشيخ: الإنسان بطبيعته يميل إلى جنسه، وهذا الميول ينشأ عنه آثار، وهذه الآثار قد تكون قريبة، وقد تكون متوسطة، وقد تكون بعيدة، وهذه الآثار تكون ناشئةً عن الرفيق الذي يرافقه، ولهذا يقول الرسول ﷺ: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ». فإذا كان الشخص يقارن أشخاصاً يفعلون المعاصي من ترك الواجبات، وفعل المحرمات، فإنه سيتأثر بهم، إذا كان صالحاً في البداية واقترن بهم وتحوّل إلى طريقتهم، وإذا كان الشخص صالحاً ويستطيع أن يؤثر على غيره من الصالحين، ويجرهم إلى هذا الصلاح، فلا شك أن هذا عملٌ عظيمٌ؛ ولكن مما ينبغي أن يُتنبه له أن الناس أربعة أصناف:

الأول: فصنفٌ يستطيع أن يؤثّر، ولكنه لا يتأثر بغيره.

الثاني: شخصٌ عنده استجابة فيتأثر بغيره، وليس عنده استطاعة في أن يؤثر في غيره.

الثالث: بعض الناس عنده قدرة على أنه يؤثر وعلى أن يتأثر.

والرابع: هذا سلبي لا يتأثر ولا يؤثر.

        فينبغي للإنسان أن يتنبّه لنفسه، وواجبٌ على ولاة أمور الأولاد أن يرعوا أولادهم، وأن يراقبوهم، وأن يحاسبوهم على الأوقات. كما أنهم يحاسبونهم على المال، فكذلك يحاسبونهم على الأوقات من جهة ماذا يعملون في هذه الأوقات؟ وأين يذهبون؟ ولمن يذهبون؟ فمراقبتهم واجبة، والرسول ﷺ يقول: « ما نحل والدٌ ولداً نحلةً خيراً من حسن أدب ».

فواجبٌ على أولياء أمور الشباب أن يؤدبوهم، وأن يرعوا حقوقهم على الوجه الشرعي. وواجبٌ على الشباب أن يتأدبوا مع أولياء أمورهم، وأن يستجيبوا لتوجيههم. وبالله التوفيق.



[1] الآية (53) من سورة الزمر.