Loader
منذ سنتين

كلمة حول مرض الحسد الذي فشا بين الرجال والنساء


  • فتاوى
  • 2022-03-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12513) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول:  أخوات زوجي يحسدوني ويقولون عني ما ليس فيّ. وألتمس من فضيلتكم عبر هذا المنبر منبر نور على الدرب كلمة حول مرض الحسد الذي فشا بين الرجال والنساء.

الجواب:

الحسد من الصفات المذمومة، وصورته أن الحاسد يتمنى في نفسه أن تزول هذه النعمة التي أنعم الله بها على هذا الشخص المحسود. والنعم كثيرة، والله يقول: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[1]، ويقول: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[2] فقد تكون النعمة من ناحية جاهه، أو علمه، أو ماله، أو بدنه، أو غير ذلك من الصفات التي يهبها الله -جل وعلا- من شاء من عباده، فهو يحب أن تزول هذه النعمة، وتنتقل إليه، هذه النعمة التي أنعم الله بها على هذا المحسود يُريد الحاسد أن تنتقل هذه النعمة من المحسود إلى الحاسد؛ هذه صورة.

والصورة الثانية: أن الحاسد يتمنى أن تزول هذه النعمة من المحسود، ولا تنتقل إليه ن لا يُريد أن تنتقل إليه؛ لكنه يُريد زوالها، ولا يلتبس الحسد بالغبطة؛ لأن الغبطة هي أن الشخص يتمنى أن يكون له مثل هذه النعمة التي أنعم الله بها على هذا الشخص، ولا يُريد أن تزول وتنتقل إليه، ولا يُريد أن تزول ولا تنتقل إليه؛ لكنه يُريد مثلها؛ فهذا ليس من الحسد في شيء.

وجاءت أدلة من القرآن، وجاءت أدلة من السنة كلها تدُل على ذمِ الحسد وتدُل على ذمِ الحاسد.

فعلى المسلم أن يحرص على تجنب هذه الصفة المذمومة. وهذا يقع كثيراً في داخل الأسر أو في دائرة الموظفين؛ بمعنى: إن بعضهم يحسدُ بعض، فالأم قد تحسدُ ولدها، أو تحسدُ زوجة ولدها؛ وكذلك الأخت تحسدُ أخاها، أو تحسدُ زوجة أخيها، أو إلى ما ذلك، والواجب تجنب ذلك، والإكثار من ذكر الله -جل وعلا-. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (18) من سورة النحل.

[2] من الآية (53) من سورة النحل.