المعاصي التي ارتكبها الإنسان وهو صغير، هل يحاسب عليها؟
- أقسام الحكم الشرعي
- 2021-12-25
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4765) من المرسل السابق، يقول: الإنسان وهو صغير قد يرتكب بعض الذنوب والمعاصي ويتذكرها الآن، وذلك أني عندما كنت طفلاً صغيراً أي في العاشرة من عمري وجدت مائة ريال وأخذتها واشتريت منها وأعطيت الباقي لأمي ما الذي يجب عليّ فعله الآن، وهل يحاسب الإنسان على ما بدر منه وهو صغير؟
الجواب:
الشخص إذا كان دون البلوغ فإن أحكام التكليف لا تترتب عليه ولكن يترتب عليه خطابُ الوضع من جهة أنه لا يجوز له أن يتعدى على أموال الناس الآخرين، ولهذا لو حصل منه إتلافٌ فإن الحكم لا يسقط في حقه ويكون أخذ قيمة ما أتلفه يكون من باب خطاب الوضع لا من خطاب التكليف.
أما إذا تحققت فيه علامة من علامات البلوغ وهي خمسة عشرة سنة أو نبات شعر خشن في قبله أو حصول الاحتلام، والمرأة تزيد عن الرجل بحصول الحيض، فإذا حصلت علامة من علامات البلوغ فإن الشخص يدخل في دائرة التكليف، وحينئذٍ يتوجه عليه من التكليف ما يناسبه، وعندما يحصل منه مخالفة لواجب من الواجبات أو مخالفة في فعل شيءٍ من المحرمات فإن الله جل وعلا يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[1]. فالشخص يقع منه شيء من المعاصي؛ ولكن من رحمة الله جل وعلا، ومن فضله، وإحسانه على عباده أنه فتح باب التوبة، فقال جل وعلا: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[2]، ولكن على العبد أن يرجع إلى الله جل وعلا ويتوب مما حصل منه فيما يتعلق بحق الله جل وعلا، أما ما كان من حقوق الخلق فإذا كان مالياً رده عليهم، وإذا كان غير ماليٍ ففي إمكانه أن يستبيح صاحب ذلك الحق. وبالله التوفيق.