Loader
منذ سنتين

توجيه للآباء الذين يطلبون مهراً عالياً لبناتهم


  • فتاوى
  • 2022-03-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12288) من مرسل من أبها يقول: أرجو من الله ثم من فضيلتكم التكرّم بالتوجيه للآباء الذين يطلبون المهر لبناتهم وهي مبالغ خيالية كبيرة حيث إن هناك رجلاً طلب من ابن أخيه أكثر من مائة ألف ريال، مع أن هذا الشاب على قد حاله، وللتو تخرج من الكلية، وطلبوا منه سكناً لوحدها؛ لأنه يُريد أن يقوم بتعجيزه وهو لا يدري، فوجهونا في ضوء هذا السؤال مأجورين.

الجواب:

لا شك أن الحياة مرتبطة بالحياة الزوجية، فالمرأة دون رجل مسكينة، والرجل دون امرأة مسكين، ولهذا الرسول ﷺ يقول: « مسكين رجل بلا امرأة، مسكين رجل بلا امرأة، مسكين رجل بلا امرأة » ثلاث مرات، وقال أيضاً: « مسكينة امرأة بلا رجل، مسكينة امرأة بلا رجل، مسكينة امرأة بلا رجل ».

فإذن في سنة من سنن الله الكونية موجودة في الرجل وموجودة في المرأة؛ هذه السنة الكونية جُعل لها سنة شرعية وهي مسألة الزواج؛ لأن الشخص إذا لم يسد حاجته بالطريق الشرعي فإن الناحية الكونية التي عنده، والناحية الكونية التي عند المرأة؛ يعني: كون الرجل يتطلع إلى النساء، والمرأة تتطلع إلى الرجال؛ فإن هذا سيؤدي إلى ارتكاب أعمال محرمة من اللواط ومن الزنا، ويفشوا هذا في المجتمع، يفسد الولد من حيث لا يدري والده، وتفسد البنت من حيث لا يدري والدها.

والمفروض في هذا هو التعاون بين آباء الأبناء وآباء البنات، ويكون فيه تساهل في كثير من الأمور؛ يعني: لا يكون تساهلاً محرماً، يكون من التساهل المشروع من ناحية المهر، من ناحية -أيضاً- تكاليف الولائم؛ لأن بعض الناس يضع وليمة عظيمة وبعد ذلك يذهب بها إلى الأماكن التي تجمع فيها القمامات وهو مسؤول عن ذلك.

فالواجب هو سلوك مسلك العدل لا يكون فيه إفراط ولا يكون فيه تفريط؛ هذا من جهة ابتداء الزواج، وفيه مشكلة من ناحية التخلص من الزوج: الزوجة عندما تأخذ الزوج قد يسلك معها مسلكاً يجعلها تكرهه، وبعد ذلك يطلب منها أضعاف أضعاف أضعاف ما دفعه لها. وقد سألتني امرأة - تتحدث عن زوجها وسوء معاملته - وقالت: لم أتمكن من التخلص منه إلا وقد دفعت مليونين من الريالات. فعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله -جل وعلا-، وعلى الأزواج -أيضاً- أن يتقوا الله -جل وعلا-، وعلى البنات تقوى الله -جل وعلا- وهو التعامل في هذا الموضوع؛ وكذلك في غيره في حدود ما شرعه الله -جل وعلا-. وبالله التوفيق.