نية صوم رمضان هل تجب في الليل؟ ولو علم بدخول الشهر في نهار رمضان هل تكفيه النية؟
- الصيام
- 2022-02-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11426) من عدة مرسلين حول النية في رمضان، يقولون: نية صوم رمضان هل تجب في الليل؟ ولو علم الإنسان بدخول الشهر في نهار رمضان؛ أي: في الضحى هل تكفيه النية؟
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكلّ امرئ ما نوى ». الحديث
وإذا نظرنا إلى النية باعتبار علاقتها في الشريعة وجدنا أنه لا بدّ منها في جهتين:
أما الجهة الأولى: فهي إخلاص العمل لله، وذلك من أجل أن يثاب عليه الإنسان، وأن يصح العمل مع حصول المتابعة.
وأما الجهة الثانية: هو نية الدخول في العبادة، نية الدخول في الصلاة، نية الدخول في الصيام، نية الدخول في العمرة، نية الدخول في الحج. عند إخراجه زكاة ماله ينوي أن هذه زكاة، فلا بدّ من النية من جهة التقرب إلى الله، ولا بدّ من نية الدخول.
أما الأمور التي ليس الأصل فيها التعبد وإنما هي من العادات، فالنية فيها شرط من أجل أن يثاب على هذا العمل.
وبناء على ذلك كله: فإن الشخص عندما يريد أن يصوم صوم واجب؛ مثل: صيام رمضان، أو صيام كفارة من الكفارات الواجبة عليه، أو صيام نذر أوجبه هو على نفسه؛ لأن الواجب له ثلاث حالات:
الأولى: واجب بإيجاب الله ابتداء؛ مثل: رمضان.
الثانية: واجب بإيجاب الله والعبد هو السبب؛ مثل: الصيام في كفارة اليمين، الصيام في كفارة الظهار، الصيام في كفارة القتل الخطأ.
الثالثة: واجب أوجبه العبد على نفسه؛ مثل: النذر قد ينذر الإنسان صوم أسبوع أو شهر؛ وكذلك الإنسان عندما يكون عليه قضاء من رمضان فهذا لا بدّ فيه من إنشاء نية الدخول في الصيام قبل طلوع الفجر؛ لأن الله قال: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}[1] فكونه يحتاط لنفسه وينوي الدخول في الصيام فهذا لا مانع منه.
أما بالنظر إلى صيام النفل الابتدائي؛ يعني: يريد أن يصوم تطوعاً، فهذا إن أكل بعد طلوع الفجر لا يصح؛ لكنه لو أصبح ولم يأكل ولما جاء ضحى نوى أن يصوم؛ كما فعل الرسول ﷺ عندما دخل على أهله فقال: « هل عندكم من طعام؟ قالوا: لا، قال: فإني صائم ». فتنعطف النية على أول الوقت بسنة رسول الله ﷺ.
أما ما ذكره السائل عيناً بأنه يريد أن ينوي الصيام ضحى وهو صيام واجب عليه؛ سواء كان من جهة رمضان أو غيره فهذا لا يجوز.
لكن فيه ناحية مهمة وهي أن بعض الناس قد ينام قبل طلوع الفجر، فهذا يحتاج إلى أن ينوي الدخول قبل أن ينام؛ أما لو قال: أنا أريد الصيام لكن سأستيقظ عند طلوع الفجر وأنوي، فأدركه النوم حتى الضحى فإن صيامه غير صحيح، لماذا؟ لأنه لم يدخل في الواجب في وقته المشروع. وبالله التوفيق.