كيف يربي الإنسان أولاده على الطريقة الإسلامية في زمن مليء بالمنكرات؟
- فتاوى
- 2022-01-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8480) من المرسلة السابقة، تقول: كيف يربي الإنسان أولاده على الطريقة الإسلامية الصحيحة في هذا الزمان المليء بالمنكرات؟
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته » ومن رعيته أولاده، فهو مسؤولٌ عنهم من ناحية النفقة والكسوة والسكنى والتربية.
ومما يؤسف له فإن كثيراً من الآباء تكون علاقته بولده كعلاقة الشخص بالبهيمة من ناحية أنه يوفر لها الغذاء فقط، والواجب عليه أن يتفقد أولاده، يعلمهم ما يجهلونه مما وجب عليهم على سبيل الوجوب العيني، ويحذرهم من الأمور المحرمة، ينبههم، ويبين لهم الأمور المحرمة، ويراقبهم من ناحية التطبيق، تطبيق ما علمهم من الواجبات وما نبههم عليه من ترك المنكرات، وبعض الناس لا يسأل ولده لا من ناحية ما يعمله ولا من ناحية الوقت الذي يقضيه خارج البيت، ولا من جهة المكان الذي يذهب إليه، ولا من جهة الأشخاص الذين يرتبط بهم هذا الولد؛ لأن الشخص يركن إلى شخصٍ آخر لكن هذا الركون تارة يكون ركوناً سيئاً بمعنى أن هذا القرين قرين سوء، أو يكون هذا الشخص قرين طيب، ولهذا يقول الرسول ﷺ: « المرء بخليليه فلينظر أحدكم من يخالل »، وقال ﷺ: « مثل الجليس الصالح والجليس السوء؛ كبائع المسك، ونافخ الكير، فبائع المسك إما أن يحذيك وإما أن تجد منه رائحةً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحةً كريهة » وهكذا الولد إذا كان له صديق لأنهم يسمونهم أصدقاء، فقد يترتب على هذه الصداقة أثاراً سيئة بينهم؛ مثل: اللواط، ومثل استعمال المخدرات، ومثل ترك الصلاة؛ لأنهم يخرجون للبر، أو يذهبون لأحد الاستراحات. والشباب شعبةٌ من الجنون، فعلى كل ولي أمرٍ للشاب أولاً: أن يعلمه ما يجب عليه وينبهه على الأمور التي تحرم عليه ويراقبه أيضاً في التنفيذ، وكذلك يراقبه من ناحية خروجه ودخوله وذهابه والمكان الذي يذهب إليه وكذلك مع من يذهب، وينظر هل الولد يتدرج إلى الفساد أو أن الولد يتدرج إلى الصلاح؛ لأنه مسؤولٌ عنه وسيعاقب عليه يوم القيامة إذا ترك تربيته الواجبة، وبالله التوفيق.