Loader
منذ سنتين

حكم من خرج من منى يوم الحادي عشر ولم يجلس يوم الثاني عشر ولم يكمل رمي الجمرات


الفتوى رقم (2195) من المرسل ع. س من السودان، يقول: أديت فريضة الحج، وخرجت من منى يوم الحادي عشر، ولم أنتظر يوم الثاني عشر فلم أكمل رمي الجمرات، فهل حجي هذا صحيح أو باطل أو ناقص؟

الجواب:

 إذا كان لم يبقَ عليك من أعمال الحج إلا ما تركته من الرمي، وما تركته من المبيت في ليلة الثاني عشر، وكذلك ما حصل منك من ترك طواف الوداع، أو أنك طفت للوداع عند سفر فهذا الطواف لا يجزئك؛ لأنه قبل وقته المحدد شرعاً.

وبناءً على ذلك، فيلزمك فديةٌ بالنظر إلى ترك الرمي، وفدية بالنظر إلى ترك المبيت، وفديةٌ بالنظر إلى طواف الوداع، تذبح هذه الثلاث في مكة وتوزع على فقراء الحرم، وإن كنت لا تستطيع هذه الأفدية، فإنك تصوم عن كل فديةٍ عشرة أيام.

 وبهذه المناسبة حصل تساهل كثيرٍ من الناس في أداء مناسك الحج، فمنهم من يسافر يوم العيد، ويوّكل على الرمي، يطوف للوداع يوم العيد، ويوّكل على الرمي ويترك المبيت.

 ولا شك أن الشخص إذا دخل في عبادة من العبادات سواءٌ كانت واجبةً بإيجاب الله أو كانت واجبةً بالنذر، أو كانت واجبةً بسبب خللٍ ناشئٍ من العبد كمن أفسد عمرته وقضاها أو أفسد حجه وقضاه، أو كانت من الأعمال المسنونة، فعليه أن يؤديها على الوجه الأكمل، يقول الله جل وعلا: "وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ"[1]، ويقول جل وعلا: "وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"[2]، فلا شك أن الإتيان بالعبادة على الوجه الأكمل، هذا تعظيمٌ لهذه الشعيرة التي أداها على الوجه الأكمل، وتأدية الأعمال على الوجه الأكمل من أسباب مرضاة الله جل وعلا.

فعلى من أراد أن يحجّ أو أن يعتمر فعليه أن يتنبه إلى أداء المناسك على الوجه الأكمل وألا يتساهل بشيءٍ منها، يقول بعض السلف: لا تنظر إلى الطاعة ولكن انظر إلى من أطعت، ولا تنظر إلى المعصية، ولكن انظر إلى من عصيت، فالشخص الذي يُخل في أعماله الواجبة في الحج مثلاً يكون عاصياً إذا كان ذلك بدون عذرٍ شرعي يكون عاصياً لله جل وعلا، فعلى كل شخصٍ أن يتنبه لذلك، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (30) من سورة الحج.

[2] من الآية (32) من سورة الحج.