Loader
منذ 3 سنوات

حكم الدعاء بالدخول للجنة مع الزمرة الأولين


  • فتاوى
  • 2021-07-28
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (6694) من مرسلة لم تذكر اسمها من الإمارات، تقول: هل يحق لي أن أدعو الله أن يجعلني في الزمرة الأولى من الداخلين في الجنة، وهل أدعو الله أن يرزقني رفقة النبي محمد ﷺ في أعلى جنات الخلد؟

الجواب:

        الرسول ﷺ قد سأله بعض الصحابة، فطلب منه أن يرافقه في الجنة فقال له الرسول ﷺ: « أعني على نفسك بكثرة السجود »[1]، وجاءه رجلٌ وقال: يا رسول الله، ادع الله أن أكون مستجاب الدعوة، فقال له النبي ﷺ: « أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ».

ومن المعلوم أن المسببات في هذه الشريعة سواءٌ كانت هذه المسببات التي رتبت عليها من جهة الله -جل وعلا-مرتبة على أسبابٍ مشروعة؛ كفعل الأوامر وترك النواهي، أو كانت مرتبةً على أسبابٍ ممنوعة؛ كترك الواجبات وفعل المحرمات، هذه المسببات تترتب على أسبابها، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ"[2]، وهذه الأسباب التي يفعلها الناس يوم القيامة فتجعل الأمور المشروعة في كفة، والأمور الممنوعة في كفة فإن رجحت الحسنات غُفر للإنسان، وإن رجحت السيئات جازاه الله -جل وعلا- بما يستحق.

        وبناءً على ذلك كله فعلى الإنسان أن يفعل الأسباب التي تقربه إلى الله -جل وعلا- سواءٌ كانت هذه الأسباب قولية أو فعلية، أو كانت عقدية، أو كانت -أيضاً- من الأمور المالية. وعليه أن يتجنب الأسباب التي تبعده عن الله -جل وعلا-. وترك الواجبات من الأسباب التي تبعده عن الله، وفعل المحرمات من الأسباب التي تبعده عن الله -جل وعلا-، ترك الواجبات يبعده عن الله وفعل المحرمات يبعده عن الله، أما ترك المحرمات وفعل الواجبات؛ وكذلك فعل الأمور المستحبة هذه من الأمور التي تقربه إلى الله -جل وعلا-، فعلى الإنسان أن يتفقد نفسه فإذا أراد أن يتكلم، أو أراد أن يفعل، أو أراد أن يعقد قلبه على أمرٍ، أو أراد أن يحجم على أمرٍ من الأمور فعليه أن يفكر في هذا الأمر هل هو قُربةٌ لله وطاعة أو أنه معصية، فإن كان طاعةً أقدم عليه، وإن كان معصيةً أحجم عنه، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[3]، وليس المقصود من الآية أن الإنسان يوجد الإسلام في قلبه، ليس هذا هو المقصود بحيث إنه يموت على الإسلام حقاً ؛ لأن هذا راجعٌ إلى الله -جل وعلا-، ولكن المقصود بذلك أن الإنسان يفعل الأسباب التي تقربه إلى الله، ويتجنب الأسباب التي تبعده عن الله حتى إذا جاءه الموت يكون على حالةٍ حسنة فيختم الله -جل وعلا- له بخاتمةٍ حسنة. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه (1/353)، رقم (489).

[2] الآية (47) من سورة الأنبياء.

[3] الآية (102) من سورة آل عمران.