يشك في وضوئه وصلاته، ويعيد كثيراً وتعب
- الصلاة
- 2021-08-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7355) من المرسلة ح.ش.ع. من أبها، أختنا بعثت بسؤالٍ طويل تشكو فيه كثرة الشكوك والوساوس التي تنتابها في الصلاة والوضوء، تقول: تعبت كثيراً من ذلك عند الوضوء، وبعد الاستنجاء، وعندما أشرع في الوضوء أشك أنه خرج شيء، فأعيد الوضوء أكثر من مرة، وإذا استمريت في الوضوء شكيت في التسمية، ثم في عدد غسل الأعضاء، ثم في المضمضة، ثم في الاستنشاق، ثم تدخل في شأن الصلاة كما تذكر فتشك في النية، ثم في تكبيرة الإحرام، ثم في البسملة، ثم في الفاتحة هل قرأتها أم لا، ثم في إخراج الحروف من مخارجها، وهكذا حتى تنقضي الصلاة وهي في شكوك. تقول: أنا في حيرةٍ من أمري وتعبت كثيراً من ذلك، أرجو توجيهي حيال هذا الأمر، أحسن الله إليكم.
الجواب:
يقول الله -جل وعلا-: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)"[1] والوسواس يعني الشيطان يوسوس للإنسان، وكلما ضعف الإنسان أمام الشيطان قوي سلطان الشيطان عليه، وكلما قوي إيمان الإنسان وعدم استسلامه للشيطان، وأكثر من ذكر الله -جل وعلا- فإنه يخنس ويبتعد عن الإنسان.
وما ذكرته السائلة هو من نزغات الشيطان، والله -جل وعلا- يقول: "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ"[2]، فعليها أمران:
الأمر الأول فهو: قوة الإرادة عندها.
وأما الأمر الثاني: فإنها لا تلتفت إلى هذه الأمور.
فإذا توضأت غسلت العضو وانتهت فإنها لا تعيد الوضوء إلا إذا تيقنت أنه انتقض الوضوء، وإذا كبّرت في الصلاة فإنها تشغل قلبها في الصلاة من أقوالٍ وأفعالٍ، وتستمر على هذا الشيء ولا تعيد صلاتها.
فقد سألني شخصٌ قال: إنه يُعيد الصلاة عشر مرات، الصلاة الواحدة! وسألتني امرأة قالت: إنها تدخل تتوضأ لصلاة المغرب ويؤذن العشاء وهي في الحمام!
ولا شك أن هذا مرض من الأمراض، وعلاجه كما سبق بقوة الإرادة من جهة وكثرة الدعاء والاستغفار والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وبالله التوفيق.