Loader
منذ سنتين

حكم المرأة إذا شكت أن مال زوجها حرام


الفتوى رقم (3868) من المرسلة السابقة، تقول: أنا والحمد لله أصلي وأصوم الإثنين والخميس، والأيام البيض، وأقوم الليل، وأداوم على قراءة القرآن، لكن دائماً أقول لنفسي: إن عملي غير مقبول وأن مصيري إلى النار؛ لأنني أشتبه في المال الذي يحصل عليه زوجي، وأنا قلت له يترك هذا العمل لكنه رافض، فهل عليّ إثمٌ أو ذنب؟ وأنا ليس معي أحدٌ هنا في الرياض وأهلي -يرحمهم الله-، ومعي منه أطفال، وليس لي أحدٌ هنا، هل أكلي وشربي معه حرام؟ أفيدوني؛ لأنني في قلقٍ وحزنٍ وخائفة من الله -عزوجل-.

الجواب:

        من الأصول المقررة في الشريعة: أن الأصل في الأشياء الحل: في الأطعمة، والأشربة، والملابس، وما إلى ذلك، فالأصل فيها هو الحل، والتحريم عندما يطرأ لابد أن يتحقق منه الإنسان، فإذا تحقق أنه حرام، فلا يجوز له أن يدخل فيه أصلاً. ومن أمثلة ذلك ما يقدم عليه كثيرٌ من الناس من التعاقد بعقودٍ محرمة، مثل: عقود الرِبا على اختلاف أنواعها، ومثل الأشخاص الذين يمتهنون مهنة السرقة، وغصب الأموال من الناس، ومثل الذين يقطعون الطرق على الناس، ومثل كثير من المستأجرين الذين يشتغلون بالأعمال التجارية نيابةً عن أصحاب هذه المحلات. فعلى سبيل المثال: إذا حدد صاحب المحل السلعة بخمسين ريالاً، يأتي المشتري إلى نائب صاحب المحل فيقول له هذا النائب: هذه السلعة بمائة، وينزل خمسة أو عشرة ريالات، ويأخذ هذه القيمة، فيضع في صندوق صاحب المحل خمسين ريالاً، وهو السعر الذي حدده صاحب المحل، والباقي يأخذه في جيبه وهذا محرمٌ. وكذلك ما يفعله كثيرٌ من أصحاب المحلات من جهة اختلاف الأسعار بالنظر إلى اختلاف الأشخاص، فيأتي الصغير وتُباع عليه السلعة بأضعاف أضعاف قيمتها، وتأتي المرأة وتُباع عليها السلعة كذلك، ويأتي البادي والشخص الذي لا يعرف أن يُماكس، ولا يعرف الأسواق، ولا يعرف الأسعار، وتُضرب عليه السلعة بأضعافٍ مضاعفة، ويأتي شخصٌ يعرف المماكسة ويعرف السعر، ويأخذ هذه السلعة بالسعر المعقول. فالواجب أن يكون للشخص تسعيرة، يبيع على المرأة، وعلى الصبي، وعلى البادي الذي جاء لا يحسن الممكاسة، وعلى الشخص الذي يحسن الممكاسة، يعني: إن الأسعار توضع على السلع، بحيث إن المشتري ينظر إلى مقدار سعر السلعة عليها.

        فالواجب أن الإنسان ينظر إلى هذه الأمور، وكلها مخالفةٌ لهذا الأصل، وهناك أمورٌ كثيرة ولكن وقت البرنامج لا يتسع للتوسع في الكلام على هذا الموضوع، ولكن هذه مجرد أمثلة، وما ماثلها يلحق بها. وبالله التوفيق.