Loader
منذ 3 سنوات

ما واجب الوالد لأولاده عموماً، وخاصة أولاده الذين هم في طاعته، ثم الذين هم خارج طاعته؟


  • فتاوى
  • 2021-07-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5149) من المرسل السابق، يقول: ما واجب الوالد لأولاده عموماً، وخاصة أولاده الذين هم في طاعته، ثم الذين هم خارج طاعته جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

        الأب راعٍ وأولاده من رعيته فالرسول ﷺ قال: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته » وذكر منهم: « الرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته »، ومن مسؤوليته عن أولاده توجيههم التوجيه السليم وبيان ما يعود عليهم بالنفع يسلكونه وما يعود عليهم بالضرر يتجنبونه، وكذلك تعليمهم وكذلك مراقبتهم من جهة عدم اقترانهم بقرناء السوء، وكذلك العدل فيما بينهم فإن الرسول ﷺ قال: « اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ».

        فالأب مع أولاده كالطبيب مع المريض يتحسس مواقع النقص من الولد ويعالجه بالأسلوب الذي يرى أنه يحقق المصلحة؛ لأن الأب يعيش في نفسية وعقلية وتجربةٍ أكثر مما يعيشه الولد، فإن الأب من خلال ما مرّ عليه في حياته يكون عنده تصورٌ واسعٌ للأمور بخلاف الولد يكون تصوره ضيق.

        وينبغي أيضاً أن يكون الأب مع أولاده واسع الصدر بحيث أنه لا يضيق عليهم إلى درجة أن ينفروا منه؛ لأنهم إذا نفروا منه خسرهم من جهة وهم يخسرونه من جهة، وقد يخسرون أنفسهم من جهةٍ أخرى، وبخاصةٍ إذا كانوا على مستوى من السن ومن العلم، وكذلك من جهة الإمكانات المالية لا تساعدهم على معرفة جلب المصالح لأنفسهم ودرء المفاسد عن أنفسهم، أما إذا كان الولد قادر على استقلاله بنفسه وقيامه بالحقوق الواجبة عليه بنفسه ولأولاده إذا كان له أولاد ولزوجته، فلا ينبغي للأب أن يفرض على ابنه أن يبقى معه، اللهم إذا كان الأب في حاجةٍ ماسةٍ إلى وجود الابن بجواره، فلكل صورةٍ علاجها بما يحقق المصلحة ويدرء المفسدة. وبالله التوفيق.

        المذيع، يقول: الجفوة بين بعض الآباء والأبناء ما أسبابها وكيف علاجها؟

        الشيخ: لا ينبغي أن يلقى اللوم على الآباء مطلقاً، ولا على الأبناء مطلقا؛ بل إذا حصل شيء من ذلك فينبغي على الأب إذا كانت هناك جفوة من الابن، ينبغي على الأب أن يدرس الأسباب التي جعلت ابنه يميل عنه فيدرس الأشخاص الذين يرتبط بهم هذا الابن والأوقات التي يذهب بها والأعمال التي يعملها معهم، وكيف يقضي وقته وما الموارد المالية التي تأتي إليه، وما المصارف التي يصرف فيها هذا المال، فيدرس جميع الأمور التي تخصه، وبعد ذلك يحدد السبب الذي من أجله مال ابنه عنه، فقد يكون هذا الولد مال عن أبيه وجفاه؛ لأن الأب متمسك بأمور الدين وهذا الولد وقع في يد قرناء السوء، فأغروه ويوفرون له ما يريد وذلك من أجل تحقيق المفاسد التي يريدونها منه، ووجوه المفاسد لا تخفى وبالله التوفيق.