شخص يلعب القمار، ويحلف على تركه، ثم يعود
- الألعاب
- 2021-12-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4122) من المرسل م.ج. د من مصر، يقول: كنت أمارس لعبة القمار وذهب مني مبلغ كبير، وبعدها حلفت على قرآن ربنا. ولكن أغراني الشيطان مرة ثانية ولعبت، فأرجو منكم الإجابة على هذا السؤال.
الجواب:
الزمان ظرف، وما يقدمه الإنسان من أعمال صالحة، ومن أعمال طالحة، فإنه يضعها في هذا الظرف، وتقيد في صحائف أعماله ويجدها يوم القيامة، فالله -جل وعلا- يقول: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[1] ويقول -جل وعلا-: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[2].
فواجب على الإنسان أن يكون بصيراً في نفسه وما يقدم عليه من الأعمال وما يتركه، ويكون سيره تابعاً لشرع الله -جل وعلا- وما يرضي الله -جل وعلا- فيفعل الأوامر، ويترك النواهي، ومن النواهي ما ذكره الله -جل وعلا- في قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)}[3]، ففي هاتين الآيتين بيان أن هذا القمار داخل في الميسر، وأنه محرم، وفيه بيان أنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وفيه بيان أنه من عمل الشيطان، فواجب على الإنسان أن يتجنب جميع ما حرم الله -جل وعلا-.
وبالنسبة لهذه الصورة المسؤول عنها، فهذا حلف أن يترك اللعب، وترك اللعب طاعة لله -جل وعلا-، ويقول الرسول ﷺ: « إني لا أحلف عن يمينا فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خير وكفّرت عن يميني ». فهذا قد أحسن في الحلف بترك لعب القمار، ولكنه عصى الله -جل وعلا- في العودة إليه، وإنه يكفّر كفارة يمين، ويتوب إلى الله -جل وعلا-، ويقلع من ذلك. وبالله التوفيق.