Loader
منذ 3 سنوات

حكم الزيادة في الأذان بأدعية وآيات من القرآن


  • الصلاة
  • 2021-09-02
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1182) من المرسل السابق، يقول: أشاهد في كثير من المساجد أن المؤذنين يقرؤون آيةً قُرآنية قبل الدخول في الأذان، وفي نهاية الأذان يقولون بعض الأدعية، مثل آية "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ"[1] إلى آخر الآية، ويقرئون الفاتحة، فما حكم هذه الزيادة في الأذان؟

الجواب:

أولاً: لا يُشرع أن يُقرأ شيء من القرآن قبل الأذان.

ثانياً: تُشرع متابعة المؤذن في أذانه، فعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: « إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقوله المؤذن » رواه الجماعة[2]، وقد جاءت صفة بيّنها النبي ﷺ فيما رواه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال:قال رسول الله ﷺ: « إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله، قال: أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: حيّ على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حيّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة » رواه مسلم وأبو داوود وغيرهما[3]، ففي الحديث الأول بيان أنه يقول مثل ما يقول المؤذن، وفي الحديث الثاني فيه بيان أنه يقول مثل ما يقول المؤذن، إلا في الحيعلتين، فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن قال بالأول يعني قال حيّ على الصلاة، أو قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فالأمر في ذلك فيه سعة، هذا بالنسبة لمتابعته للممؤذن.

ثالثاً: بعد ما يفرغ المؤذن من أذانه، فإن النبي صلوات الله وسلامه عليه قال: « من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة » رواه البخاري وغيره[4]، وعن عبد الله ابن عَمر أن النبي ﷺ يقول: « إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلّوا عليّ، فإنه من صلى علي ّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلةٌ في الجنة، لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة ». رواه مسلم، وأبو داوود، والترمذي، والإمام أحمد وغيرهم[5]، ففي هذا بيان الدعاء الذي يقوله الإنسان بعد فراغ الأذان.

 والأصل في هذا الباب هو التوقيف، وذلك أن الإنسان يدعو بالدعاء الذي ثبتت فيه الأدلة، وأما أنه يزيد على ذلك اعتقادًا منه أن هذا مسنون، فهذا يحتاج إلى دليل، وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » وفي رواية « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، والخير كل الخير بالاقتصار على ما ثبت في القرآن، وما ثبت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وما بيَّنه الصحابة بكتاب الله جلَّ وعلا، وبيَّنوه بسنَّة رسول الله ﷺ. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (56) من سورة الأحزاب.

[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب ما يقول إذا سمع المنادي(1/126)، رقم (611)، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه(1/288)، رقم(383)، وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن(1/144)، رقم(522)، والترمذي في أبواب الصلاة، باب ما يقول إذا أذن المؤذن(1/407)، رقم(208)، والنسائي في سننه، كتاب الأذان، باب القول مثل ما يقول المؤذن(2/23)، رقم(673)، وابن ماجه في سننه، كتاب الأذان والسنة فيه، باب ما يقال إذا أذن المؤذن(1/238)، رقم(720).

[3] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه (1/289)، رقم(385)، وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب ما يقوله إذا سمع المؤذن (1/145)، رقم(527).

[4] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب الدعاء عند النداء(1/126)، رقم (614).

[5] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه (1/288)، رقم(384)، وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن(1/144)، رقم(523)، والترمذي في سننه، أبواب المناقب(5/586)، رقم (3614)، وأحمد في مسنده(18/367)، رقم(11861).