Loader
منذ سنتين

توفي شخص ولم يلقنه أولاده الشهادة أو يوجهه للقبلة؛ لأنهم تركوه في آخر أيامه ينام في غرفة لوحده في نفس البيت الذي هم فيه


  • فتاوى
  • 2021-12-27
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4922) من المرسلة أ. ص من الأردن، تقول: توفي شخص ولم يقم أولاده بتلقينه الشهادة وتوجيهه القبلة؛ وذلك لأنهم تركوه في آخر أيامه ينام في غرفة لوحده في نفس البيت الذي هم فيه، فهل هناك إثم على الأولاد، وإن كان عليهم إثمٌ فماذا يجب عليهم أن يفعلوا حتى ينالوا رضا الله وبر الوالدين مع العلم أنهم كانوا يعتنون بوالدهم في فترة مرضه كما لو كان طفلاً رضيعاً، ولكن لأن الأب كان دائم الصراخ لذلك تركوه ينام وحده لأنهم كانوا مرهقين؟

 الجواب:

        من المعلوم أن بر الوالدين متعينٌ على أولادهما، ولهذا يقول الله جل وعلا: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1].

        فواجبٌ على الابن أن يرعى والده، وأن يرعى والدته على حسب استطاعته من الناحية البدنية، ومن الناحية العقلية، ومن الناحية الفكرية، ومن الناحية النفسية، ومن ناحية الوقت، ومن ناحية المال، أما ما لا يستطيعه من ذلك فإن الله جل وعلا يقول: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[2].

        وهؤلاء الأولاد كان بإمكانهم أن يعملوا تناوباً فيما بينهم عند أبيهم، وكان بإمكانهم إذا كانوا لا يتمكنوا من الحضور عنده كان بإمكانهم أن يأتوا بشخصٍ يستأجروه يجلس عنده، ويقوم له بما يقومون به له على حسب توجيهاتهم ولكن وضعه في هذه الغرفة بمفرده وهو في هذه الحال لا شك أن هذا عقوقٌ منهم وتقصيرٌ منهم وعليهم أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23-24) من سورة الإسراء.

[2] من الآية (286) من سورة البقرة.