الفتوى رقم (8734) من المرسلة السابقة، تقول: من عذاب القبر سؤال الملكين منكر ونكير وقد علمت أن لهم شكل وهيئة لا يقدر أحد من البشر تحمل رؤيتهم، فهل هم يظهرون بهذا الشكل لكل الأموات سواء كان الميت مسلماً أو كافراً؟

الجواب:

        هذا من الأمور الغيبية، والأمور الغيبية يؤمن بها الإنسان كما قال الإمام الشافعي -رحمه الله- قال: (آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسل الله وما جاء عن رسل الله على مراد رسل الله) هذا من جهة.

        ومن جهة ثانية أن الله -سبحانه وتعالى- أنزل هذه الشريعة، ومنها؛ مما يعرفه الناس على حسب اللغة من القرآن؛ كمعرفة مفردات غريب القرآن هذا معروف من ناحية اللغة، وفيه أيضاً مالا يُعذر أحد بالجهل به مثل {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}[1] {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ}[2] {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ}[3].

        ومنها القسم الثالث المتشابه الإضافي، والمتشابه الإضافي عبارة هو عن رد بعض الآيات إلى بعض؛ كرد الناسخ إلى المنسوخ، وكرد الخاص إلى العام، ورد المقيّد إلى المطلق، وهكذا، فهذا من المتشابه الإضافي، هذا يعلمه العلماء.

        والقسم الرابع المتشابه الحقيقي سواء كان هذا مما جاء في القرآن، أو مما جاء في السنة، والمتشابه الحقيقي هذا مما استأثر الله -جل وعلا- للعلم به.

        هذه المسألة المسؤول عنها هي من المتشابه الحقيقي، فيؤمن بها الإنسان على مراد الله -جل وعلا- ولا يدخل في هذا الأمور، وبالله التوفيق.