حكم تأخير صلاة العشاء إلى آخر الليل
- الصلاة
- 2021-12-13
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3790) من المرسل السابق، يقول: ما حكم من أخّر صلاة العشاء إلى نصف الليل، وهل هو آثم؟
الجواب:
يقول الله -جلّ وعلا-: "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"[1]، فقد نزل جبريل على الرسول ﷺ وصلّى به في اليوم الأول الصلوات الخمس من أول الوقت، وصلّى به في اليوم الثاني الصلوات الخمس في آخر الوقت، وقال له: « الصلاة ما بين هذين الوقتين ».
فصلاة الظهر يدخل وقتها من زوال الشمس، حتى يصير ظل كلّ شيءٍ مثله مع فيء الزوال. هذا إذا لم تكن مجموعةً مع العصر. أما إذا كان هناك مبرر لجمعها مع العصر جمع تأخيرٍ؛ كالمسافر، فحينئذٍ يكون وقت العصر وقتاً لها.
ووقت العصر يدخل من خروج وقت الظهر، ويستمر وقت الاختيار حتى يصير ظل كلّ شيءٍ مثليه مع فيء الزوال، ثم يدخل وقت الضرورة إلى غروب الشمس، لقوله ﷺ: « من أدرك ركعةً من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ».
ثم يدخل وقت المغرب، ويستمر إلى غروب الشفق. ثم يدخل وقت العشاء، ووقت العشاء وقتٌ للمغرب إذا جمع المغرب مع العشاء جمع تأخير، كما إذا كان الإنسان مسافراً. ويستمر وقت العشاء إلى نصف الليل، هذا هو وقت الاختيار، وبعد ذلك يكون وقت ضرورة إلى طلوع الفجر.
ثم يدخل وقت الفجر بطلوع الفجر الصادق، ويستمر وقته إلى طلوع الشمس، لقوله ﷺ: « من أدرك ركعةً من الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الفجر ».
ومما ينبغي الاهتمام به والتنبيه عليه: هو المحافظة على الصلاة في أول وقتها بقدر ما يستطيع الإنسان، ولا ينبغي أن يتكاسل الإنسان عن الصلاة. ففيه أناسٌ يتركون صلاة العشاء مع الجماعة، إما أن يجلسوا على استماع الأغاني والموسيقى، أو أنهم يجتمعون على لعب الورق، أو يشتغلون في تجارتهم، ويقولون: رحمة الله واسعة. صحيحٌ رحمة الله واسعة؛ ولكن ينبغي للإنسان أن يهتم لأمور دينه ويصلّي الصلاة في أول وقتها؛ لأنه لا يدري هل يتمكن من صلاتها في نهاية الوقت أو لا يتمكن؛ لأن نفسه بيد الله -جلّ وعلا-. وإن صلاها في آخر الوقت، فقد صلاها في الوقت؛ ولكن الله -جلّ وعلا- يقول: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ"[2]، فالمسارعة إلى الخيرات ومن ذلك الصلاة في أول وقتها يكون أعظم أجراً. وبالله التوفيق.