Loader
منذ 3 سنوات

عن صلاة الليل و كثرت التعبد والصلاة


  • الصلاة
  • 2021-04-27
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (16) من المرسلة السابقة، تقول: في صلاة الليل؛ أي القيام، كان والدي الذي قد توفي قبل عامين، وهو كثير التعبد والصلاة، يرشد والدتي بأن تصلي قبل طلوع الفجر، أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة سورة الإخلاص خمساً وعشرين مرة، بحيث في الأربع ركعات، تكون قد قرأت فيهن الإخلاص مائة مرة، فهل هذا صحيح، ويمكن الاقتداء به؟

الجواب:

        الصلاة على هذه الصفة التي سألت عنها السائلة، لا أعلم دليلاً يدل عليها، لا من الكتاب ولا من السنة، أعني دليلاً يحدد أربع ركعات، وأنه يقرأ في كل ركعة من الركعات سورة الإخلاص خمساً وعشرين مرة، وخير الهدي، هدي محمد ، فقد كان يصلي في الليل، وعائشة-رضي الله عنها- بينت أنه كان لا يزيد على إحدى عشرة ركعة، لا في رمضان، ولا في غيره[1].

        ومجموع الأدلة التي جاءت دالة على صفة صلاته في الليل، أنه يصلى إحدى عشرة ركعة، وقد يصلي ثلاث عشرة ركعة[2]، لكن الكثير أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة، وكان يطيل القيام، ويطيل الركوع، ويطيل السجود، فهذه الصفة التي سار عليها الرسول في حياته، ينبغي للإنسان أن يطبقها على نفسه على قدر استطاعته.

        أما أن الشخص يخترع شيئاً من عنده، فهذا يحتاج إلى دليل يدل عليه من الكتاب أو السنة، وقد قال النبي : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »[3]، وفي رواية « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد »[4].

        وبناءً على ما تقدم، فلا ينبغي لكِ أنت ولا ينبغي لوالدتك التقيد بهذه الصلاة، وإنما عليكما أن تصليا الصفة التي كان الرسول يفعلها في صلاة الليل، كما سبق بيانه، وننصح السائلة بالرجوع إلى كتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد)، ففيه بيان مفصل عن صفة صلاته ، وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان (3/45)، رقم(2013)، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي (1/509)، رقم(738).

[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب كيف كان صلاة النبي ؟ وكم كان النبي يصلي من الليل؟ (2/51)، رقم(1138)، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي (1/508)، رقم(737).

[3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود(3/184)، رقم(2697)، ومسلم في صحيحه، كتاب الحدود، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور (3/1343)، رقم(1718).

[4] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحدود، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور (3/1343)، رقم(1718).