نصيحة لكلّ زائرٍ لا يخلو مجلسه من الغيبة إلا ما شاء الله؟ كيف تكون صلة الرحم ونحن لا نريد الغيبة؟
- فتاوى
- 2022-01-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9162) من المرسلة السابقة، تقول: هل من نصيحةٍ توجهونها لكلّ زائرٍ لا يخلو مجلسه من الغيبة إلا ما شاء الله؟ كيف تكون صلة الرحم ونحن لا نريد الغيبة؛ ولكن تحصل دون شعور من هؤلاء الذين نأتيهم أو يأتوننا؟
الجواب:
الله -جلّ وعلا- قال: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[1]، وقال: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}[2].
وعلى هذا الأساس فالشخص يملي في كلامه وفي فعله وفي كفّه، يملي والملائكة يكتبون ما يحصل منه لا يزيدون ولا ينقصون، لا يزيدون في الكم، ولا ينقصون في الكيف؛ وإنما يكتبون الواقع تماماً، وهذا يُعرض على الله -جلّ وعلا- فإنه يرفع إليه عمل الليل في النهار، وعمل النهار بالليل، وينظر فيه يومي الإثنين والخميس ينظر في أعمال العباد.
فكون الإنسان يصدر منه لله -جلّ وعلا- صحيفة بيضاء في الأعمال التي ترضيه، هذا هو المطلوب من الشخص، لكن إذا سوّد صحيفته بالأعمال القبيحة كما ذكرت السائلة، فقد قال الله -جلّ وعلا- في الحديث القدسي: « يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفّيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه »، وقال -أيضاً- قبل ذلك: « يا عبادي إنكم تخطئون في الليل والنهار وأنا أغفر الذنوب فاستغفروني أغفر لكم ».
فالواجب على الإنسان أن يتجنب هذا الأمر، لكن إذا وقع فيه فإنه يتوب إلى الله -جلّ وعلا- ويستغفره، ولا يعود إلى هذا العمل، ويندم على فعله، ويقلع إذا كان إنه في نفس اللحظة لا يستمر في هذا الأمر، وإذا كان الكلام يتعلق بعرض شخصٍ فإنه يستبيحه. وبالله التوفيق.