الفتوى رقم (1666) من المرسلة م. ع من مكة المكرمة تقول: أنا امرأة متزوجة وساكنة وزوجي في منزل أهل زوجي، ويوجد أخٌ لزوجي، هل يصح أن أقابله وأنا متحجبة الرأس واليدين؟ أم يجب ألا أقابله؟ أريد منكم توضيح كيفية الحجاب عنهم.

الجواب:

هذه ظاهرة من الظواهر التي توجد في الأسر، فالأسرة الواحدة تكون في البيت الواحد، ويكون عدد رجالها كثيراً، يتزوّج الواحد منهم ويأتي بزوجته إلى بيته، أو بيت أبيه وأمه وإخوانه، وبعضهم يفرض على زوجته أن تكشف وجهها لإخوانه؛ لأنه يعدُّ ذلك من البر بهم، وقد تكون هذه الحالة من المشاكل التي تحدث بين المرء وبين زوجته، وقد تتطور بسبب امتناع الزوجة عن كشف وجهها، وإصرار زوجها على كشف وجهها؛ وينشأ عن ذلك الفرقة بين الزوجين كما حصل في بعض الحالات.

والواجب على الزوج أن يتقيد في الأمور الشرعية في جميع أمور حياته، ومن ذلك ما يتعلق بحياته الزوجية؛ لأن الزوجة أمانة في عنقه، ولا يجوز له أن يسلك معها ما يخالف شرع الله؛ وكذلك بالنسبة للزوجة يجب عليها أن تلتزم بالآداب الشرعية، وهي حقوقٌ من حقوق الله عليها من جهة، وفيه أمورٌ تتعلق بحياتها الزوجية مع زوجها.

        وعلى هذا الأساس يجب على جميع أفراد الأسرة الذين يجب التحجب عنهم أن ينتبهوا إلى هذه الناحية، كما يجب على الزوج وعلى الزوجة أن يتنبها إلى ذلك، وبالتالي كلّ منهم يلتزم طريق الأدب الشرعي؛ فلا يلجئ الرجل زوجته، ولا تتبرج المرأة أمام إخوان زوجها؛ بل عليها أن تلتزم بالآداب الشرعية، وألا تتعرض لهم في الأماكن التي يجتمعون فيها، أو إنها تساعدهم على أمورٍ؛ يعني: ينفردون بها في بعض الأمكنة؛ بل عليها أن تكون علاقتها خاصةً بزوجها. وبالله التوفيق.