الفتوى رقم (1671) من المرسل أ. غ من الرياض - الملز، يقول: أعاني من مشكلةٍ غير طبيعية، وهي الخوف الزائد جداً، فأنا أخاف حتى من خيالي، ويأتيني الوسواس دائماً، وأحس بالخوف من أقل شيء، فأرجو منكم توجيهي ونصحي جزاكم الله خيراً.

 الجواب:

 ينبغي عليك أن تعيد النظر في نفسك، وتبحث عن السبب الذي نشأ عنه هذا الخوف، والخوف له أسبابٌ كثيرة، أنا أذكر جملةً منها، وبإمكانك أن تتلمّس السبب الذي يكون موجوداً عندك بسبب إحساسك به:

        من الأسباب: أن الشخص يُغرق في المعاصي، ويُعرض عن امتثال أوامر الله -جل وعلا-، وبهذه الطريقة تكون بضاعته من الإيمان قليلة، وبهذا يقوى سلطان الشيطان عليه، وإذا قوي سلطان الشيطان عليه؛ فإنه ينشأ عنده الخوف.

ومن الأسباب: أن يعيش الشخص في بيتٍ تحصل عليه مضايقاتٍ من بعض أفراد الأسرة، قد تكون المضايقة من الأب، أو الأخ الأكبر، أو من الأم؛ وقد يكون عنده مشكلةٌ زوجيةٌ في بيته مع أسرته؛ ولكنه لا يستطيع أن يحلها، وعلى هذا الأساس يحصل عنده الخوف؛ لأن هذه الأمور تضعف شخصيته جداً، فيقوى سلطان الشيطان عليه أيضاً، ويحصل عنده هذا الخوف.

ومن أعظم الأسباب التي تحدث الخوف: استعمال العادة السرية، ففيه من يستعملها ويسرف في استعمالها، وينشأ عنها مفاسد كثيرة، منها ما يتعلق بالنفس، ومنها ما يتعلق بالقلب، ومنها ما يتعلق بالعقل، ومنها ما يتعلق بالجسم عموماً؛ يعني: الجهاز العصبي، فيكون لونه شاحباً أصفر، ويتغير نظره، ويحصل عنده اضطرابٌ في أعصابه، فلا يقوى على مقابلة الناس، وإذا كان طالباً فإنه لا يقوى على مقابلة المدرس حينما يسأله سؤالاً يريد الإجابة عليه. وكذلك لا يقوى -مثلاً- على الاشتراك في الندوات المدرسية، أو إلقاء كلمات، أو ما إلى ذلك.

        ومن الأسباب : الوسواس، فقد تكون المشكلة عند الشخص هي: الوساوس؛ لأن بعض الأشخاص يحصل عنده وساوس فيما يتعلق بصلاته -مثلاً- أو بطهارته، فإذا قوي عليه سلطان الشيطان من ناحية الوساوس؛ فحينئذٍ يحصل عنده هذا الخوف. وبالله التوفيق.