هل يجوز لأبي أن ينفق على زوجته الأخرى دون أمي بحجة أنها موظفة؟ وبينها وبين والدي خلافات ما نصيحتكم لأمي؟ وكيف يمكن أن أقوم بعلاج هذه الخلاف بينهم؟
- النكاح والنفقات
- 2021-07-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6325) من المرسلة ع. ر من الأفلاج تقول: أبي -هداه الله- متزوج من امرأة ثانية ويميل إليها أكثر من أمي، وينفق عليها ويكسوها ويعطيها مالاً، ولا يكسو أمي ولا يعطيها محتجاً أنها موظفة، وهو لين حنون مع أبناء زوجته الثانية، سريع الغضب مع إخوتي الأشقاء، لا يعطيهم كما يعطي أبناء زوجته الثانية محتجاً بأنني موظفة وأعطيهم، وأمي أيضاً -هداها الله- كثيراً ما تهمل واجباتها نحو أبي، دائمة الخلاف معه، وهي تدعو عليه وتتحسب عليه، ولم تبحه كما تقول أو تحلله من حقها شيئاً، وهو كذلك يكرر نفس الأمر، هل يجوز لأبي أن ينفق على زوجته الأخرى دون أمي بحجة أنها موظفة؟ وما نصيحتكم لأمي؟ وكيف يمكن أن أقوم بعلاج هذه الخلاف بينهم أحسن الله إليكم؟
الجواب:
لا شك أن الرجل إذا تزوج زوجة فالأصل هو ثبوت الحقوق الشرعية للزوجة على زوجها، وثبوت الحقوق الشرعية على الزوجة لزوجها.
فكما أن الزوج له حقوق على زوجته؛ فكذلك للزوجة حقوق على زوجها؛ لعموم قوله-تعالى-:"وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ"[1]، وكقوله -تعالى-: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"[2].
والزوج يختلف وضعه من الناحية البدنية، ومن الناحية المالية، ومن ناحية الوقت؛ ولكن عليه أن يعدل؛ لأنه جاء في الحديث: « من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل»[3].
فهو إما أن يستبيح الزوجة، أو أنه يقوم بأداء حقوقها، أو أنه يخيرها بين البقاء عنده دون حقوق لها وبخاصة ما يتعلق بالمبيت. وإذا كانت في حاجة إلى النفقة أيضاً، أو أنه يطلقها وتبقى مع أولادها، فلا ينبغي أن تعيش الزوجة ويعيش زوجها على كره من كلّ واحد منهما.
وكما أن هذا فيما يتعلق بحقوق الزوجة على الزوج؛ فكذلك لا يجوز للمرأة أن تتعسف في معاملتها لزوجها فتقصّر في حقوقه الخاصة وفي خدمته في البيت، فإذا حصل منها ذلك فإنها تكون قد تسببت في معاقبة زوجها لها بالطريقة التي يرى أنها تحقق المصلحة؛ يعني: تجلب المصلحة وتدرأ المفسدة. وبالله التوفيق.
المذيع: من أسئلتها أنها تُريد التدخل لحل هذا الخلاف بين والديها، هل من طريقة تنصحونها لذلك أحسن الله إليكم؟
الشيخ: إذا كانت البنت تستطيع أن توفّق بين أبيها وبين أمها؛ ولكن لا بدّ من معرفتها للأسباب التي أنشأت نُفرة من والدها عن أمها؛ وكذلك تفهم الأسباب التي جعلت أمها تُسيءُ المعاملة مع أبيها، فإذا تحققت من الأسباب من الطرفين فبإمكانها الدخول في معالجة هذه الأسباب بالطريقة التي تُمكنها. وبالله التوفيق.
[3] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب النكاح، باب في القسم بين النساء (3/1415)، رقم (2252).