هل يجب على الأب مساعدة أولادة في الزواج ؟
- فتاوى
- 2021-06-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (576) من المرسل ي.ع.أ، يقول: هناك بعض الآباء لا يساعدون أبناءهم في الزواج، ويقولون: إن هذا لا يجب علينا، وعلى الابن أن يعتمد على نفسه، فهل هذا صحيح؟ وبم تنصحون مثل هؤلاء؟
الجواب:
العلاقة بين الأب والابن تختلف بسبب اختلاف حالة الأب من جهة، وحالة الابن من جهة أخرى، وقد تكون حالة الأب من الناحية المادية لا تمكنه من مساعدة ابنه على الزواج، وعلى هذا الأساس لا يكلّف بما لا يستطيع؛ فليس للابن حق في أن يطلب من والده مالايستطيعه، وقد تكون حالة الابن حالة اتكالية؛ بمعنى: إنه لا يقدم عملاً لأبيه ولا لأحد من أسرته ولا يكتسب ولا يذهب للبحث عن الرزق؛ وإنما يريد أن يعمل له والده كلّ ما يريد. وهذا في الحقيقة فيه صعوبة بالنظر إلى أن الولد بهذا السلوك لا يقدر المال، ولا يقدر المسؤولية هذا من جهة، ومن جهة أخرى قد يكون للأب أولاد كثيرون من الذكور والإناث، وكلّ واحد منهم إذا بلغ هذا المبلغ بالنسبة للأبناء يريد مثل هذا الولد؛ وكذلك بالنسبة للبنات يطلبن حقهن الشرعي من والدهن أسوة بإخوانهن. وعلى هذا الأساس يتسع الباب وتقع التبعة والمسؤولية على الأب، ولا يتحمّل الأبناء شيئاً من المسؤولية؛ لكن بالإمكان أن تراعى حالة الأب من جهة، وحالة الابن من جهة أخرى، وأن يحصل تعاون بين الأب والابن وبين سائر الإخوة القادرين على التعاون؛ بإمكانهم أن يسلكوا طريقاً يحقق ما يراد من هذا الطريق حتى تسود المحبة ويسود الوئام بين هذه الأسرة، ويستمر التعاون بينهم.
وعلى هذا الأساس لا ينبغي أن يفهم من هذا الجواب أن الوالد له أن يتخلى مطلقاً أو أن الابن لا بد أن يُحمِّل والده مسؤولية الزواج مطلقاً في جميع الحالات، لا ينبغي أن يفهم الأمر الأول؛ وكذلك لا ينبغي أن يفهم الأمر الثاني. وبالله التوفيق.
المذيع: إذن يفهم من هذا بأنه يراعى الحال ولا يقال بوجوب هذا على الأب أو عدم وجوبه.
الشيخ: مسألة الوجوب تختلف باختلاف الأحوال. الواقع أنه لا ينبغي أن يعطى حكم على سبيل الإطلاق؛ لكن لكلّ حالة ظروفها وملابساتها، ولا شك أنه لا أحد سيعطف على الابن كما يعطف عليه أبوه بفطرته، فعلى الابن أن يتعاون مع أبيه، وعلى الأب أن يراعي ما يبرئ ذمته أمام الله -جلّ وعلا-. وبالله التوفيق.