Loader
منذ سنتين

ما جزاء من ليس له ولد في الحياة؛ فبالتالي لم يصب بهذه المصيبة ولم يرزق بأبناء يكونون أولادًا صالحين يدعون له؟


  • فتاوى
  • 2022-02-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10054) من المرسلة السابقة، تقول: في الحديث: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... » وذكر: « ولد صالح يدعو له ». إذا مات للمرء ولد فإن الله -عزوجل- يعطيه أجراً على صبره على هذا، ما جزاء من ليس له ولد في الحياة؛ فبالتالي لم يصب بهذه المصيبة ولم يرزق بأبناء يكونون أولادًا صالحين يدعون له، ما جزاؤه؟

الجواب:

        من سعة رحمة الله وفضله وإحسانه أنه شرع أموراً كثيرة، وإذا نظرنا إلى أنواع هذه الأمور المشروعة وجدنا أن الله -سبحانه وتعالى- يشرع كل نوعٍ بحسب ظروف الأشخاص الذين يرتبطون بهذا النوع؛ فمثلاً: الإنسان عندما يكون مستطيعاً للحج يحج. والرسول ﷺ يقول: « من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ». وإذا نظرنا إلى الإنسان الذي لم يحج شرع الله له صيام يوم عرفة: « صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلة والتي بعده »[1]، وصيام عشر ذي الحجة؛ وهكذا نجد أن الله -تعالى- شرع صيام ثلاثة أيام من كل شهر وقال: ذلك يعادل صيام الدهر. وقال: « من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر ». ففيه أناس يتمكنون من صيام ست من شوال، ويتمكنون من صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الإثنين والخميس. وفيه ناس لا يتمكنون بحسب أعمالهم.

        وعلى هذا الأساس: فسؤال السائلة هذا من هذا النوع، فالله -سبحانه وتعالى- رتب أجوراً على أسباب، والشخص إذا كان عقيماً ليس له ولد قد يرتب الله له أسباباً يتحصل فيها على أجر عظيم ومنزلةٍ عند الله؛ ولكن هذا العقيم قد يباشر العمل ولا يتنبه أن هذا العمل أنه يحصل به على منزلةٍ عند الله. على سبيل المثال إذا فرضنا أنه يوجد شخصٌ عقيم؛ الرسول ﷺ يقول: « من أخذت حبيبته فصبر فله الجنة ». فإذا أصيب هذا الشخص العقيم رجلاً أو امرأة بفقد البصر وصبر على ذلك فالنبي ﷺ وعد بأن له الجنة. وفي الحديث الآخر: « إن الرجل تكون له المنزلة في الجنة لا ينالها إلا على بلوىً تصيبه »، فهذا العقيم قد يصاب بمصيبة في أي جزء من أجزاء بدنه، أو بحادث سيارة أو ما إلى ذلك، ويتحصل على هذه المنزلة عند الله -تعالى-. فالمتعين على الشخص أن يكون نظره واسعاً من ناحية شرع الله -جل وعلا-؛ وبخاصةٍ ما يتعلق بكل نوعٍ على حدة، والأفراد الذين يتعلقون بهذا النوع من جهةٍ أخرى. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة(2/818)، رقم(1162).