Loader
منذ 3 سنوات

حكم إساءة الاولاد إلى أبيهم


  • فتاوى
  • 2021-06-25
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (661) من المرسل ح.خ من العراق، يقول: عندي ستة أولاد، خمسة منهم موظفون كبار، والسادس طفل صغير، وأنا من نشأتي ومصدر معيشتي ضعيف جداً، وكافحت وجاهدت بأصعب الظروف، وكافحت معي أمهم، وصبروا إلى أن كبروا وأصبحوا موظفين وأصحاب رواتب. والآن صاروا يعاملوني معاملة عدو لعدوه أنا وأمهم، وأصبحت نصف عاجز، وشتموني وتكلموا معي كلاماً لا يرضاه الله ولا رسوله، علماً أني لم أؤذِ أحداً منهم، وإلى الآن لم يساعدوني ووالدتهم وإخوانهم، هل هذا جزاء الوالدين؟ وبم تنصحون أمثالهم؟

الجواب:

لا شك أن للوالدين على أولادهم حقاً شرعياً، ومن عظم حقهما أن الله قرن حقهما بحقه، فقال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"[1].

فواجب على الأولاد أن يقوموا ببر أبيهم وأمهم، فإذا كان كلّ منهما بحاجة إلى سكن ونفقة وكسوة، وجب على أولادهم أن يقوموا بهذا الواجب، وليس لهم فضل؛ بل الفضل للوالدين اللذين ربوهم ليبلغوا مبلغ الرجال.

ولهذا جاءت أدلة كثيرة تدل على رعاية حقهما من جهة العموم، وكذلك لو كانا مشركين، فإن الإنسان يعاملهما معاملة حسنة.

وعلى الإنسان إثم عظيم إذا عق أباه أو أمه، كما أنه قد يعاقب بمعاقبة عاجلة في الدنيا مع ما ادخّره الله من العقاب في الآخرة.

فعلى جميع الأشخاص الذين أدركوا آباءهم وأمهاتهم أن يحسنوا إليهم ويتأدبوا معهم ويرعوهم بقدر ما استطاعوا، وإذا حصل منه تقصير بغير اختياره فلا يرجع إليه؛ وإنما يكون آثماً إذا حصلت منه إساءة عليهما؛ سواء كانت بالقول، أو الفعل، أو بالترك؛ أي: تقصيره بما أوجب الله عليه من الحقوق لهما. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (23) من سورة الإسراء.