الفتوى رقم (4640) من المرسل السابق، يقول: أنا معلم، كيف يكون تأديب الطلاب، هل يجوز ضربهم بالعصا لأؤدبهم أدباً حسناً، وليحافظوا دروسهم، ويحافظوا على أوقات الصلاة؟

الجواب:

        الأدب عقوبة من العقوبات، ومحل تطبيق هذه العقوبة هو الطالب، ومصدر هذه العقوبة التي يطبقها هو المعلم، والسبب الذي ارتكبه الطالب هو الموجب لهذه العقوبة.

        فكل شخصٍ أنيط به التعليم ينبغي عليه أن ينظر في ما وجب عليه هو أولاً، ويؤديه على الوجه المطلوب، يعني من جهة ما طُلب تدريسه؛ لأن بعض الأشخاص يكون غاشاً للطلاب أو للطالبات، يكون مقصراً وبعد ذلك يلجأ إلى العقوبة من أجل تكميل النقص الذي حصل منه، وهذا عملٌ لا يجوز له، وكذلك ينبغي أن يعرف ما الشيء المطلوب من الطالب أن يؤديه، وهل الطالب قصر في أداء ما وجب عليه أم أنه لم يقصر، فلابد من تحديد الذنب الذي عمله الطالب، وبعد تحديد الذنب ينظر في علاج هذا الذنب؛ لأن المدرس مع الطالب كالطبيب مع المريض، فينظر إلى معالجة هذا التقصير الذي حصل من الطالب بأدنى درجات العلاج، قد يكفي العلاج بالقول وقد يكفي العلاج بالهجر، وقد يكفي العلاج بعقوبات خفيفة؛ كإخراجه مثلاً من الفصل، أو توقيفه، أو ما إلى ذلك، وعندما تتعذر جميع الوسائل التي استعملها وما نجحت، عند ذلك بإمكانه أن يستعين بعقوبةٍ أكثر تأثيراً؛ لأن بعض الطلاب يكون عنده عناد، يكون عنده سوء أدب فينبغي أن يعالج كل طالب على حسبه،وأن تعالج كل عقوبة بحسبها. وبالله بالتوفيق.