Loader
منذ 3 سنوات

شاب موسم عمله في شهر رمضان المبارك لا يقوى على الذهاب إلى المسجد لقراءة القرآن أو قيام الليل لأنه يعود إلى منزله متعباً


  • الصلاة
  • 2021-07-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5167) من المرسل ن. أ. ح.ص من الأردن، يقول: أنا شاب أعمل في صناعة الأحذية، وفي شهر رمضان أعمل من التاسعة صباحاً إلى الثانية بعد منتصف الليل؛ لأن موسم عملي في شهر رمضان المبارك والمعروف أن هذا الشهر شهر عبادة واستغفار وصوم، وأنا أقصد بعد صلاة العشاء لأني لا أقوى على الذهاب إلى المسجد لقراءة القرآن أو قيام الليل ولكنني كما ذكرت أعود إلى منزلي متعباً، فما حكم ما عملت؟وهل توجهونني بشيء آخر جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

        الإنسان في هذه الحياة له فترةً معينةٌ يعيشها، وهو مكلفٌ بأعمالٍ واجبةٍ عليه كصيام رمضان وكالصلوات الخمس وكالزكاة وكالحج، وهكذا سائر الأمور الواجبة التي يتعين عليه أن يقوم بها، وفيه أمور مشروعة على سبيل الاستحباب إن فعلها أُجِر عليها، وإن تركها فاته الأجر، فمثلاً: قراءة القرآن، وصلاة الضحى، وصلاة الليل، وهكذا سائر الأمور المستحبة من القرب البدنية المحضة، ومن القرب المالية المحضة، ومن القرب البدنية المالية.

        والذي ينبغي على الإنسان في حياته أن يعمل توازناً فيما بين الأمور التي يعملها للدنيا، وبين الأمور التي يعملها للآخرة، فلا يطغى بعضها على بعضٍ، وبالنظر إلى حالة هذا السائل ينبغي أن يعمل موازنة فيما بين عمله الذي يكسب به كسباً مالياً، ينبغي أن يعمل موازنةً بين هذا العمل وبين العبادات الأخرى, فلا يكون عمله مفوتاً لأعمال الخير وبخاصةٍ في هذا الشهر الكريم؛ لأن هذا التفويت قد يكون من استدراج الشيطان للإنسان في هذا العمل يغريه ويكثر عليه الزبائن وذلك من أجل أن يتصور أنه يتحصل على مصلحةٍ ماليةٍ كثيرة, وهو بهذا يفوت أعمالاً أخرى مما ينبغي أن يعملها، فمثلاً صلاة الليل إن صلاها مع الناس فهذا أفضل وإذا صلاها في بيته بمفرده في بيته في أول الليل أو في وسط الليل أو في آخر الليل فالأمر في هذا موسعٌ، المهم هو أنه لا يترك هذه الأعمال الصالحة ويداوم على هذا الترك، ويحرص على كسب المال ويجعل كسب المال مفوتاً لهذا، وهكذا بالنظر لقراءة القرآن يجعل وقتاً معيناً للقرآن سواء كان من أول النهار أو وسطه أو آخره، أو كان في أي وقتٍ من أوقات الليل يخصص له وقتاً يقرأ فيه قسمٌ من القرآن، والصحابة y كانوا يقسمون القرآن سبعة أقسام.

        فالقسم الأول: من أول سورة البقرة إلى آخر سورة النساء، والثاني: من أول سورة المائدة إلى آخر سورة براءة، والثالث: من أول سورة يونس إلى آخر سورة النحل، والرابع: من أول سورة الإسراء إلى آخر سورة الفرقان، وبعد هذا من سورة الشعراء إلى آخر سورة ياسين، ومن سورة الصافات إلى سورة آخر سورة الحجرات، ومن قاف إلى آخر القرآن, فكانوا يحزبون القرآن ثلاثاً فخمساً فسبعاً، فتسعاً وإحدى عشرة، ثلاث عشرة، وحزب المفصل واحداً، فيختم الواحد منهم القرآن في سبعة أيام، وبعضهم يختمه في الليل مرة وفي النهار مرة وبعضهم يختمه في خلال يومٍ وليلة، وهذا راجعٌ إلى قوة رغبة الإنسان، وسهولة القرآن على لسانه، وإلى خلوه من المشاغل التي تتعارض مع تلاوة القرآن، ولا شك أن تلاوة القرآن لها فضل عظيمٌ، فتلاوة القرآن بالإضافة إلى أن الإنسان يكسب فيها أجراً عند الله جل وعلا، وهو إذا كان يقرأ القرآن فهو يكلم الله جل وعلا؛ لأنه يقرأ كلامه، فبالإضافة إلى الأجر، ويستفيد من ذلك الآداب ويستفيد من ذلك الأحكام، وبخاصةٍ إذا كان يقرأ القرآن بتدبرٍ. وبالله التوفيق.