Loader
منذ 3 سنوات

حكم أكل الوجبات الجاهزة المحتوية على لحوم مستوردة


الفتوى رقم (1370) من المرسلة السابقة، تقول: هل أكل الوجبات الجاهزة المثلجة المحتوية على لحمٍ مفروم حلال أكله أم حرام من ناحية الذبح؛ لأنه مستورد من الخارج؟

الجواب:

        بالنسبة للحوم المستوردة من الخارج منها ما يُورد من الدول الشيوعية، وهذه اللحوم لا يجوز للمسلم أن يأكلها لأنها محرمة؛ وأما اللحوم التي ترد من الدول الكتابية؛ كاللحوم التي ترد من دول كتابية، فهذه اللحوم إذا علم الإنسان أنها ذُبحت على طريقة أهل الكتاب التي جاء بيان حلها في القرآن في قوله تعالى:"وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ"[1]، ومعلوم أن المقصود بطعامهم الذبائح، فهذه الذبائح حلال؛ سواءٌ أكلها الإنسان ممزوجة مع غيرها من الطعام المباح، أو أكلها بمفردها.

         وإذا علم أنهم يذبحونها بطريقة غير الطريقة التي جاء بيان حلها في القرآن، فلا يجوز له أن يأكلها.

        وأنا أذكر بعض الأمثلة، ويُقاس عليها ما يُشبهها:

        فمن ذلك استخدام الصعق الكهربائي كوسيلة من وسائل الذبح، وهذه الذبيحة التي تُذبح بطريق الصعق لا يجوز للإنسان أن يأكل لحمها؛ لأنها لم تذبح على الطريقة المقررة شرعاً.

        ومن ذلك الخنق فيُستخدم مادة تُسلّط على البهائم وهي في مكان محصورة، وإذا سلّط عليها هذا اختنقت، فهذه تكون مُنخنقة، ولا يجوز للإنسان أن يأكل لحمها.

        ومن ذلك تسليط الماء الحار على الطيور والدجاج ونحو ذلك فتموت وهي في الماء، فلا يجوز للإنسان أن يأكل منها لأنها ميتة.

        وهذه الأنواع جاء تحريمها -أيضاً- في القرآن في قوله -تعالى-:"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ"[2]؛ يعني: إذا ذُكيت بطريقة مشروعة وفيها بقية حياة فلا مانع من أكلها.

        وبناءً على هذه الأمثلة التي سبقت فعلى الشخص أن يتحرى ما كان مذبوحاً على الطريقة الشرعية، وأن يعرف الجهة التي تُورد منها اللحوم. والحكومة السعودية تبذل ما تستطيعه منذ زمن بعيد في التحري والتأكد مما يرد إلى هذه البلاد من اللحوم على أساس أن تكون مذبوحة على الطريقة الإسلامية.

        فعلى الشخص أن يتأكد من الجهة التي يشتري منها؛ لأن كل قاعدة لها شواذ، فالحكومة أخذت بالحيطة؛ ولكن يوجد أشخاص لا يحترمون الإسلام ولا يحترمون المسلمين، ولا يهتمون بالنظر لما يؤثر عليهم في حياتهم الدينية، ولا ما يؤثر عليهم في مكاسبهم الدنيوية، فهم يعصون الله من جهة، ويعصون ولاة الأمور من جهة، ويخونون المسلمين من جهة ثالثة، ويتسببون في حصول الإثم على أنفسهم، وفي الحصول على الكسب الحرام، فيتسللون ويُدخلون بعض الأشياء التي لا يجوز للإنسان أن يُدخلها ويبيعونها على الناس؛ لأنها تدخل عليهم بأثمانٍ زهيدة، فعلى الشخص أن يتأكد من الجهة التي يشتري منها اللحوم. والأمر في الحقيقة واضح لمن أراد التأكد. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (5) من سورة المائدة.

[2] من الآية (3) من سورة المائدة.