رجلٌ قبل إسلامه لم يصم شهر رمضان سواءٌ عرف وجوب الصيام أم لم يعرفه، هل يجب عليه قضاء ما فاته؟
- الأمر
- 2022-04-30
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10824) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: رجلٌ قبل إسلامه لم يصم -في كثيرٍ من السنوات- شهر رمضان سواءٌ عرف وجوب الصيام أم لم يعرفه، هل يجب عليه الآن قضاء ما فاته؟
الجواب:
هذه المسألة تتعلق بخطاب الكفار في أصول الشريعة وفروعها هل هم مكلفون بأصول الشريعة وفروعها؟ وإذا كانوا مكلفين فما معنى ذلك؟
والجواب عن ذلك أن الكافر ما دام أنه مقيمٌ على كفره فقد فُقد منه شرط العمل الصالح؛ لأن العمل الصالح يحتاج إلى شرطين: الإخلاص، والمتابعة. والإخلاص هذا يرجع إلى أصل الإيمان عند الشخص، فهذا الشخص قد يفعل الشيء مطابقاً لما جاء في القرآن ولما جاء في السنة لكن فقد الشرط الآخر.
وبناءً على ذلك: فإن عمله هذا إن علم الله أن هذا الكافر سيسلم في المستقبل ويموت على الإسلام فإن الله -سبحانه وتعالى- يغفر ذنوبه من جهة حال كفره، ويكتب له ما عمله من أعمال صالحة في كفره، وعلى هذا الأساس تكون موقوفة.
أما إذا علم الله أن هذا الشخص يموت على الكفر فإن الله -سبحانه وتعالى- ينعم عليه بالمال، بالولد، بالصحة، ببسط النفوذ حتى يستنفد جميع الأعمال الصالحة التي يعملها المسلم، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}[1] فقوله: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ هذا راجعٌ إلى الأعمال الصالحة التي كانوا يعملونها في الكفر، فالله جعلها هباءً منثوراً من ناحية أنه عوضهم عنها في مدة حياتهم، ولهذا يقول الله -جل وعلا- في الحديث القدسي: « يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً ». وقال الله -جل وعلا-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}[2]. وجاءت أدلة كثيرة تدل على العدل.
وبناءً على ذلك كله فإن الأعمال الصالحة التي يعملها وهو كافرٌ وعلم الله أنه يموت على كفره يُعوّض عنها مادام على قيد الحياة.
وبناءً على ذلك كله فإذا كان الشخص لا يصوم ولا يصلي في حال كفره ثم أسلم فإنه لا يقضي شيئاً من ذلك؛ لقوله -تعالى-: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ}[3]، وقال ﷺ: « الإسلام يجبّ ما قبله ». وبالله التوفيق.