Loader
منذ سنتين

ما هي الوسائل المعينة على تثبيت حفظ القران الكريم؟


الفتوى رقم (8897) من المرسلة السابقة، تقول: نرجو من فضيلتكم ذكر الوسائل المعينة على تقوية حفظ القرآن مع العلم أننا نقوم بمراجعته بقدر الإمكان، فما هي الوسائل المعينة على تثبيت الحفظ؟

 الجواب:

        الشخص عندما يكون عنده عزمٌ لحفظ القرآن يحتاج إلى أن يسلك منهجاً معيناً، هذا المنهج هو أنه يحدد الآيات التي تتعلق بموضوع واحد، يحددها من حيث البداية ومن حيث النهاية.

        ثم يقرأها القراءة الأولية من ناحية ما يوجد فيها من المفردات مما لا علم له به، فيبحث عن مفردات هذه الآية بحيث أن يكون معنى هذه المفردات سابقاً على حفظه الألفاظ.

        ثم بعد ذلك ينتقل إلى النظر في هذه الآيات هل لها سبب نزول؛ لأن الله تعالى قد يذكر سبب النزول في نفس الآية (يسألونك عن اليتامى، يسألونك عن المحيض، يسألونك عن الأهلة، يسألونك عن الشهر الحرام، ويسألونك ماذا ينفقون) إلى غير ذلك من الآيات التي تصدّر في السؤال، ويكون هو سبب النزول، وقد يكون للآية سبب لكنه لا يذكر في نفس القرآن. وفيه كتب اعتنت بأسباب النزول مثل كتاب لباب النقول في أسباب النزول.

        ثم يرجع إلى هذه الآيات وينظر هل هذي محكمة، هل فيها شيء منسوخ، أو أنها كلها محكمة.

        ثم بعد ذلك ينظر في هذه الآيات من ناحية المعنى، هذه الآيات تتكلم عن أي شيء باعتبار موضوعها، فينظر إليها من ناحية فهم معنى الموضوع العام.

        هذه هي المراحل التي يمكن أن تسّهل على طالب العلم الحفظ، فعلى سبيل المثال سورة البقرة تشتمل على ما يزيد عن أربعين موضوعاً، فعندما يبدأ الشخص في بداية السورة، يجد أن الله -سبحانه وتعالى- قسّم الناس ثلاثة أقسامٍ في افتتاحها: (المؤمنون، الكافرون، المنافقون) فيأخذ آيات المؤمنين فقط، ثم يأخذ آيات الكافرين فقط، ثم يأخذ آيات المنافقين فقط، وهذه الأقسام الثلاثة هي تعتبر موضوع واحد لكنه من ثلاثة أجزاء، ثم بعد ذلك يأتي الموضوع الآخر وهو دعوة الناس إلى التوحيد {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[1] إلى قصة استخلاف آدم في الأرض {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}[2].

        بعدما تحصل هذه الأمور عند الشخص، بعد ذلك يكرر الآيات التي يريد حفظها بما لا يقل عن خمسين مرة، ويكون في وقتٍ هو نشيط فيه ومرتاح النفس، ثم بعد ذلك يقرأ هذا الذي حفظه، يقرأه في صلواته بالنسبة للمرأة صلاتها كلها سرية ليس فيها جهرية فتقرأ فيها في صلاة الفرض وهكذا في صلاة النفل. أما بالنظر للرجل إذا صلى خلف الإمام فإنه يستمع لقراءته ولا يقرأ شيئاً من حفظه، وبهذه الطريقة يسير الإنسان من بداية القرآن إلى آخره، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (21) من سورة البقرة.

[2] من الآية (30) من سورة البقرة.