ما المقصود بالقرآن في قوله تعالى : {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}؟
- التفسير
- 2022-01-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9075) من المرسلة السابقة، تقول: ما معنى قول الله تعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}[1]، هل هذا القرآن المقصود الصلاة أم قبل الصلاة أم بعد الصلاة؟
الجواب:
من المعلوم أن الصلوات خمس منها صلاة الظهر والعصر وكذلك ركعة من صلاة المغرب وركعتان من صلاة العشاء هذه كلها سرية، وفيه ركعتان من صلاة المغرب وركعتان من صلاة العشاء جهرية، وكذلك بالنظر إلى يوم الجمعة، إلى آخره.
لكن القراءة في الصلاة متفاوتة؛ يعني: قراءة سورة زائدة عن الفاتحة هذا يختلف مقدارها، ولهذا تجد أن الإمام يقرأ في المغرب من القصار المفصل، ويقرأ في العشاء من أواسط المفصل ويقرأ في الظهر والعصر من طوال المفصل، وقد يقسم السورة بين الركعتين الأولى والثانية.
أما في صلاة الفجر، فكون الشخص قائماً من النوم ونشيطاً، فإن الإمام يطيل القراءة، فقوله: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}[2] هذا من ناحية القراءة التي تُقرأ في صلاة الفجر، فتشهده ملائكة الليل وملائكة النهار؛ ذلك أن الشخص يتعاقب عليه أربعة ملائكة، ملكان من صلاة الفجر إلى صلاة العصر، وملكان من صلاة العصر إلى صلاة المغرب، وهذان الملكان موكلان بكتابة الحسنات والسيئات اللذان يلازمانه من صلاة الفجر إلى صلاة العصر يكتبان ما يعمله من حسناتٍ وسيئات، فالذي على اليمين يكتب الحسنات والذي على اليسار يكتب السيئات، وهكذا اللذان يستلمانه من صلاة العصر إلى صلاة الفجر يكتبان ما يعمله من حسناتٍ وسيئات، فالذي على اليمين يكتب الحسنات، والذي على اليسار يكتب السيئات؛ كما قال تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}[3]، وكما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}[4]، وكذلك قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[5].
وبناءً على ذلك كله فعلى العبد أن يتنبه لنفسه؛ لأن جميع أعماله محصاةٌ عليه، ومعروضةٌ عليه يوم القيامة، كما قال -جل وعلا-: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[6]، وكذلك قوله -جل وعلا-: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[7].
فعلى المسلم أن يحرص على كثرة الحسنات والابتعاد عن السيئات، وبالله التوفيق.