Loader
منذ 3 سنوات

حكم الغياب عن الزوجة والأولاد أكثر من سنة بسبب العمل وحكم الابتعاد عنها لسنوات تجنباُ للخلافات


الفتوى رقم (731) من المرسل ع.م مصري مقيم بالمملكة، يقول: أعمل مزارعاً منذ 30شهراً، ولم أذهب إلى مصر، وأريد أن أجلس سنة كاملة، ولدي 56 سنة، وعندي زوجة وأولاد، فهل علي إثم في هذا الغياب عن زوجتي وأولادي؟

الجواب:

إذا كنت قد سافرت لأجل طلب الرزق لهم من ناحية الحصول على نقود لتشتري لهم كسوة ونفقة وتدفعها أجرة للسكن؛ فليس في ذلك شيء.

        وإذا تركتهم لغير هذا الغرض فيرجع للاتفاق بينك وبين زوجتك إلى الحاكم الشرعي إذا دعا الأمر لذلك؛ فالمقصود إذا كان الأمر شرعياً لمصلحتك وزوجتك وأولادك فليس فيه شيء، وإذا كان غير ذلك فالأمر راجع إليك وزوجتك من جهة، والحاكم الشرعي من جهة أخرى. وبالله التوفيق.


الفتوى رقم (732) من المرسل س.م. ش مصري مقيم بالعراق، يقول: تزوجت من بنت عمي، ومنذ أن تزوجتها لم أرَ معها من حسن العشرة أو الموافقة الأخلاقية؛ بل على خلاف دائم، وحاولت إصلاح هذا بشتى الطرق ولم أستطع، وطالت الفترة، ويربطنا الآن طفلان؛ ولكن حتى تتلاشى هذه الخلافات والنزاعات، أسافر بعيداً عنها بالسنة الكاملة، وتكررت هذه الأحوال حتى إنني -الآن- موجود في العراق، ولا أريد أن أرجع إلى مصر لأجل هذا السبب، فهل عليّ حرج في ذلك؟ وماذا أفعل؟

الجواب:

الحقيقة هذه المسألة تحتاج للنظر في أسباب الخلاف الذي أدى لذلك، وعند النظر فيها، فقد تكون منك أو منها، وقد تكون الأسباب من الشخصين، وقد تكون خارجية، وفي نفس الوقت من جهتها قد تكون قهرية أو اختيارية، فإذا كانت قهرية ككرهها لك عند بدء الحياة الزوجية، فلا تملكها هي، ولا ينبغي لك المحاولة معها إن كانت لا تطيق البقاء معك.

 وبناء على هذا الكلام، بعد النظر إلى الأسباب يمكن أن ينطلق منها لمعالجة الواقع، وبالتالي تكون النتيجة إما الإصلاح فيما بينكما، وبقاء الحياة الزوجية، وتذليل العقبات وإزالة الأسباب التي أدت إلى هذا الخلاف؛ وإما أن تطلقها، والله يقول: "وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا"[1]، ويقول النبي : « من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه ».

وكونك تبقى في العراق وهي في مصر، هذا ينشأ عنه تعطيلك لها من النفقة والكسوة ورعايتها ورعاية أولادها، وقد يسبب بعض الأمور لا تكون عاقبتها محمودة؛ كوقوعها في فاحشة مثلاً؛ فعليك أن تعود إليها وتحل المشكلة؛ إما بقاء الحياة الزوجية على وفاق تام، أو الطلاق. أما إبقاؤها معلقة على هذا الوضع ليست من مصلحتك ولا مصلحتها. وبالله التوفيق.



[1] الآية (130) من سورة النساء.