حكم ترك النصيحة في مجتمع غير محافظ ولا يقبل النصيحة
- فتاوى
- 2022-01-04
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8319) من المرسلة أ. ر، تقول: ما حكم ترك النصيحة في المجتمع الذي أعيش فيه مع العلم أن النساء لا يقبلن النصيحة، فماذا علي؟
الجواب:
الشخص الذي يكون عنده علم بما يريد أن ينصح به سواءٌ كانت هذه النصيحة من أجل منكرٍ رآه بترك واجبٍ أو بفعل محرم، أو أنه ينصح على سبيل التعليم لا على سبيل إزالة المنكر، يعني على سبيل الدعوة إلى الله -جل وعلا-، فإذا كان عالماً بما يأمر به، عالماً بما ينهى عنه ، ويكون أيضاً عاملاً بما يأمر به ، وتاركاً لما ينهى عنه، وإن كان هذا ليس بشرط، فإذا كان كذلك يكون أيضاً حكيماً بما يأمر به ،حكيم بما ينهى عنه، ويستعمل قوله -جل وعلا-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[1]، إذا كان كذلك، فإنه ينصح ، وينهى عن المنكر، ويأمر بالمعروف، ومسألة القبول هذه ليست إلى الداعي، وإلى من يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، فإن هذا من وسائل الدعوة ومن وسائل تغيير المنكر، أما القبول فراجعٌ إلى الله -جل وعلا- ولهذا يقول الله -جل وعلا- لنبيه ﷺ: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[2]، يعني يهدي بدعوته، وقال -جل وعلا-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[3] يعني هداية التوفيق والإلهام، فالداعية إلى الله والإنسان الذي يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر هذا من باب هداية الدلالة والإرشاد. أما قبول الشخص الذي يدعى، والذي يؤمر بالمعروف، وينهى عن المنكر وقبوله لذلك، فهذا من هداية التوفيق والإلهام، فهذه بيد الله -جل وعلا-، وتقوم الحجة عليه، وبالله التوفيق.