تقدم لخطبتها رجل واستخارت وأحسست بضيق، وبعد ذلك أحسست بانشراح، هل هذا معناه قبول دعاء الاستخارة؟ وهل عليّها التفكير حتى بعد قبول دعاء الاستخارة؟ وما هي علامات قبول دعاء الاستخارة وعلامات عدم القبول؟
- النكاح والنفقات
- 2021-07-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5708) من المرسلة السابقة، تقول: تقدم لخطبتي رجل ولا أعرف عنه شيئاً، ومن ثم اتجهت لله واستخرته في البداية أحسست بضيق في صدري، ولكني بعد ذلك أحسست بانشراح في صدري، هل هذا معناه قبول دعاء الاستخارة؟
الجواب:
الشخص عندما يريد أن يقدم على أمر من الأمور، ويكون في هذا الأمر لبس؛ باعتبار أن هذا الشخص لم يتبيّن له رجحان جانب المصلحة أو جانب المفسدة كهذه المسألة التي سألت عنها هذه السائلة.
فإن الشخص يصلي صلاة الاستخارة، ويدعو ربه بدعاء الاستخارة، وحينما ينتهي من دعاء الاستخارة في المرة الأولى ينشرح صدره للقيام بهذا الأمر أو يحصل عنده انغلاق؛ فإن حصل انشراح فإنه يقدم عليه، وإن حصل انغلاق فإنه يحجم عنه، وإذا لم يتبين له لا هذا ولا هذا فإنه يعيد صلاة الاستخارة مرة ثانية وهكذا مرة ثالثة.
وحينما يتبيّن له وجه الصواب -وجه الرجحان- من ناحية الإقدام أو من ناحية الوقوف عن هذا الأمر؛ فإن حصل له انشراح صدر أقدم، وإن حصل عنده انغلاق في النفس وضيق فإنه لا يقدم على هذا الأمر؛ هذا من جهة.
ومن جهة ثانية أن الشخص إذا أراد أن يتزوج: فبالنسبة للزوج عليه أن يتحرى عن جميع الأسباب التي ترغّبه في الإقدام على خطبة هذه المرأة، والموانع التي تمنعه عنها، ولا ينبغي الاغترار بالمظاهر، فقد قال ﷺ: « تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدِّين تربت يداك ». وعندما تتوفر لديه الأسباب لخطبتها، أو تتوفر عنده الموانع عن الإقدام؛ فإنه يبني على ما ترجّح عنده من أسباب للإقدام، أو ما ترجّح عنده من موانع لعدم الإقبال هذا بالنظر للرجل؛ وكذلك بالنظر للمرأة ولولي أمرها، فولي المرأة مسؤول عن اختيار من يكون صالحاً لموليته، ولهذا قال ﷺ: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوّجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير » فيتحقق من هذا الرجل من جهة أمانته، ويتحقق عنه من جهة دينه، يسأل أقاربه وأصدقاءه وزملاءه في العمل؛ سواء كان في عمل إداري، أو كان في عمل تعليمي؛ إلى غير ذلك من فعل الأسباب التي تجعله يرغب في هذا الشخص أو يمتنع عنه.
وبهذه المناسبة جاء رجل يريد أن يزكّي رجلاً زاهداً عند عمر بن الخطاب t فسأل المزّكي قال: هل سافرت معه؟ قال: لا. قال: هل جاورته؟ قال: لا. قال: هل عاملته بالدرهم والدينار؟ قال: لا قال: إذن لا تعرفه".
فلا شك أن معرفة الشخص الذي يتقدم لخطبة المرأة من الأمور المهمة؛ كما أن عناية الرجل باختيار المرأة التي يريد أن يتزوجها من الأمور المهمة.
أما الإقدام قبل التحري لا بالنسبة للمرأة ولا بالنسبة للرجل فهذا قد يترتب عليه من العواقب ما لا تحمد عقباه.
ولهذا كثير من الأشخاص الذين يحصل منهم الطلاق بعد الزواج بفترة قصيرة عندما تُسأل المرأة تقول: إنه انكشف لها من الأمور عن زوجها ما لا يصلح أن يكون زوجاً بسبب وجود هذه الأمور.
وعندما يُسأل الرجل يقول تبيّن لي أن هذه المرأة من جهة دينها، أو من أي وجه من الوجوه التي لا يرغبها يقول: تبيّن لي أن هذه المرأة لا تصلح قرينة لي في حياتي. فالمقصود هو أنه ينبغي التحري قبل الإقدام. وبالله التوفيق.
الفتوى رقم (5709) من المرسلة السابقة، تقول: هل عليّ بعد قبول دعاء الاستخارة فيما أرى هل أفكر أم لا بدّ من التفكير حتى بعد صلاة الاستخارة؟
الجواب:
أنا ذكرت في الجواب السابق أن الاستخارة تكون بعد التحري، وعندما يحصل لبس وعدم ترجح في أحد الجانبين.
أما مجرد الاستخارة والشخص لا يدري عن الأمور، فهذا ليس بمناسب. وبالله التوفيق.
الفتوى رقم (5710) من المرسلة السابقة، تقول: ما هي علامات قبول دعاء الاستخارة وعلامات عدم القبول؟
الجواب:
أنا ذكرت في الجواب السابق أن الشخص عندما ينتهي من الدعاء قد يحصل عنده انشراح للأمر، وقد يحصل عنده انغلاق وانقباض في النفس، وقد يتساوى عنده الأمران.
فقلت: إذا حصل عنده انشراح في النفس فإنه يقدم، وإذا حصل عنده انغلاق فإنه يمتنع، وإذا تساوى عنده الأمران فإنه يعيد الاستخارة مرة ثانية وثالثة. وبالله التوفيق.