ما المقصود ببركة السحور في: « تسحروا فإن في السحور بركة »؟
- الصيام
- 2022-02-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10318) من المرسل السابق، تقول: ما المقصود ببركة السحور في قوله ﷺ: « تسحروا فإن في السحور بركة »؟
الجواب:
الإنسان مركب من بدنٍ وروح، والبدن له غذاء حسي، والروح لها غذاء معنوي، والغذاء الحسي هو ما ذكره الله -جل وعلا- في قوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}[1]؛ فالمأكولات والمشروبات؛ وكذلك الملبوسات والسكن؛ كل هذه هي أغذية؛ لأن منها ما هو وسيلة تحصين، ومنها ما هو وسيلة غذاء؛ وكل ذلك من أجل خدمة البدن.
أما الغذاء الروحي فهو ما أنزله الله -جل وعلا- من الوحي: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[2].
هذا الغذاء المادي أو هذا الغذاء الحسي وهو وسيلة وتقوية يستعين بها الإنسان على أداء الغذاء الروحي، هذه المادة التي يأكلها هو يستعين بها من جهتين: يستعين بها على التزام الإمساك؛ لأنه لو لم يأكل حصل عنده ضعف، وقد يضطر إلى الإفطار؛ ففيه بركة من جهة علاقته بالإمساك، وفيه بركة من جهة أنه يقوي الإنسان على طاعة الله -جل وعلا-، فيقويه على الذهاب لصلاة الفجر، ويقويه على الجلوس بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ويصلي ما شاء الله، ويقويه على قراءة القرآن؛ ولهذا السلف -رحمهم الله- كان منهم من يختم القرآن في الليل مرة وفي النهار مرة؛ هذه بركة؛ يعني: بحسب ما ظهر لي. وقد يكون هناك بركةٌ لم أستحضرها. وبالله التوفيق.