ما توجيهكم لمن يعاني من الوساوس في الطهارة والصلاة؟
- الصلاة
- 2022-01-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9062) من المرسلة ن. ش، من جدة، تقول: أعاني من كثرة الوسواس أثناء قراءة الفاتحة في الصلاة وأكررها عدة مرات، وأعاني من الوساوس في الطهارة، وأشعر أن شيئاً أصاب جسدي أو ملابسي، وأحياناً أشعر بأنه نزل مني أشياء في الصلاة، وأعاني من هذه الوساوس كثيراً أرجو منكم التوجيه؟
الجواب:
من المعلوم أن مراتب الإدراك خمس:
المرتبة الأولى: العلم، والعلم، هو عبارة عن ما لا يحتمل النقيض لا عند المتكلم ولا في واقع الأمر وكذلك عند السامع ما يحتمل النقيض بوجه من الوجوه.
فإذا حصل عند الإنسان ناقض من نواقض الوضوء على وجه العلم، فهذا لا إشكال في أنه يجب عليه أن يتوضأ.
المرتبة الثانية: مرتبة الاعتقاد، ومرتبة الاعتقاد هي أن هذا الأمر لا يتحمل النقيض في نفس الشخص؛ ولكنه يحتمل النقيض في واقع الأمر، ولهذا الشخص قد يصلي، ويعتقد أنه على طهارة؛ لكن يتبين له في آخر الأمر أنه على غير طهارة، فالاعتقاد يكون صحيحاً ويكون فاسداً، فإن طابق الواقع صار صحيحاً، وإن خالف الواقع صار فاسداً.
وبناء على ذلك فإن الشخص عندما يحصل عنده اعتقاد في أنه طاهر ويصلي ويستمر في ذلك، فليس عليه شيء، لكن عندما يتبين له أنه على غير طهارة يقيناً، حينئذ عليه أن يعيد الصلاة.
والمرتبة الثالثة: مرتبة الظن، وذلك أن يترجح عند الشخص أنه على طهارة؛ لأنه دخل الصلاة في طهارة مثلا، فإذا كان كذلك، فإنه أيضاً يبني على هذا الظن سواء كان هذا الظن غالباً أو كان هذا الظن أعلى من درجة الشك.
فإذا صلى الإنسان وقد بنى على هذا الظن، فإن صلاته تكون صحيحة، لكن لو تبين له فيما بعد أنه على غير طهارة، فإنه يعيد الصلاة.
المرتبة الرابعة: هي مرتبة الشك، والشخص إذا كان عنده شك قبل الدخول في الصلاة، فلا يجوز أن يدخل فيها إلا على يقين، فإذا عرض له الشك في أثناء الصلاة فإنه يبني على اليقين الذي سبق، وإذا عرض له الشك بعد الفراغ من الصلاة، فإنه لا يلتف إليه.
المرتبة الخامسة: هي مرتبة الوهم، ومرتبة الوهم هذه المرتبة هي التي يكون منها الوساوس، ولهذا تجد أن الموسوس ليس لوسوسته موضع من الواقع، بمعنى أنها أمور تتردد في فكره، ولكن ليس لها نصيب من الواقع لا في درجة العلم ولا الاعتقاد ولا درجة الظاهر ولا درجة أيضاً الشك؛ لأنها نزلت عن درجة الشك فصارت وهم، وبناء على ذلك فإن الموسوس يجب عليه أن يترك هذه الوساوس ولا يلتف إليها.
فالموسوس محتاج إلى أمرين:
أما الأمر الأول: فهو قوة الإرادة، وقوة الإرادة ينشأ عنها عدم الالتفات إلى الوسوسة.
والأمر الثاني: كثرة الدعاء، وكثرة الاستغفار، وكثرة ذكر الله، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
فإذا توضأ لا يعيد، وإذا صلى لا يعيد، وهكذا؛ لأن الوسواس يأتي في الطهارة، ويأتي في الصلاة، ويأتي في الصيام، ويأتي في العمرة، ويأتي في الحج؛ يعني: يأتي في العبادات عموماً، وبعض الناس يأتي عنده حتى في الطلاق.
فالمقصود أن الشخص يتنبه لهذا، ويعلم أن الوساوس هي في درجة الوهم، وبالله التوفيق.