أرى بعض الأشياء الخاطئة ولا أقول عنها شيئاً حتى لا يكون كلامي ثقيلاً على الناس، هل أكون آثماً، علماً بأنني أحس بالذنب؟
- التكليف بما لايطاق
- 2021-07-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5266) من المرسل السابق، يقول: أحياناً أرى بعض الأشياء الخاطئة ولا أقول عنها شيئاً حتى لا يكون كلامي ثقيلاً على الناس، هل أكون آثماً، علماً بأنني أحس بالذنب؟
الجواب:
جاء رجل إلى الرسول ﷺ فجلس فسأله رسول الله: « جئت تسأل عن البر؟ قال: نعم، قال: استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمئن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك ». والله -جلّ وعلا- قال: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ"[1]. فيوجد عند الإنسان الفطرة السليمة التي تتفق مع الدين إذا كانت سليمةً من كلّ وجه تتفق مع الدِّين اتفاقاً تاماً، ولهذا جاء في الحديث: « كلّ مولودٍ يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ».
وعلى هذا الأساس عندما يحس الشخص بأن هذا العمل منكر ينظر هل هو من الناس الذين يستطيعون التغيير باليد وهم أصحاب السلطة، أو من الأشخاص الذين يستطيعون تغيير المنكر بالقول وهم أهل العلم، أو أنه لا يستطيع أن يغير هذا المنكر لا بيده ولا بلسانه؛ فحينئذٍ يغيره بقلبه؛ أي: إنه ينكره وينكر صاحبه؛ هذا من جهة.
ومن جهةٍ ثانية: أن الشخص قد يستطيع بيده تغيير المنكر، وقد يستطيع أن يغير المنكر بلسانه؛ ولكن قد يترتب على هذا المنكر حدوث ما هو أعظم منه؛ إما بحدوث مفسدةٍ أعظم، أو مفسدةٍ مساوية، أو فوات مصلحةٍ عظيمة؛ فحينئذ ينبغي للشخص أن يكون مع الناس كالطبيب مع المريض. ومن القواعد المقررة أن الله -جلّ وعلا- لا يكلف نفساً إلا وسعها. وبالله التوفيق.